العامةمرأة

سمر تقاوم الاحتلال بتربية النحل

على الحدود الشرقية لبلدة بيت حانون أقصى شمال قطاع غزة، لا تكترث الشابة سمر البع بلسعات النحل خلال عملها بمنحلتها التي ورثتها عن والدها الشهيد.

في عام 2006 استشهد عثمان والد سمر في مزرعة النحل الخاصة به عندما كانت طفلة في الخامسة عشرة من عمرها، لتفقد العائلة مصدر رزقها الوحيد.

لا تبعد مزرعة سمر (29 عاما) سوى 800 متر عن الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، ما يجعل الوصول اليها مهمة محفوفة بالمخاطر، جرّاء إطلاق النار من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي.

لم يسيطر اليأس والإحباط على خريجة التعليم الأساسي، بل سارت على خطى والدها رغم تحفظ أسرتها ومجتمعها على عملها التي كانت تشاهده منذ الصغر حيث كانت ترافق والدها الى مزرعة النحل.

تقول سمر لـ”وفا”: “منذ صغري كنت أرافق والدي الى مزرعته، وتحديت الاحتلال بإعادة بناء ما دمره”.

وتصارع بلدة بيت حانون الحدودية من أجل البقاء، وتتعرض الى يومنا هذا الى اعتداءات إسرائيلية متواصلة، والتي كان أعنفها عدوان 2014 والذي أدى الى تجريف مساحات واسعة من منازلها وأراضيها الزراعية.

سابقاً كانت تعّد بيت حانون سلة خضار قطاع غزة وتشتهر بزراعة الحمضيات، لكنها تحولت اليوم الى أراض قاحلة بسبب الاعتداءات الإسرائيلية وسوء الأوضاع الاقتصادية في الشريط الساحلي.

قبل عام بدأت سمر البع بالعمل في منحلتها من خلال اصلاح ما يمكن إصلاحه من الخلايا المدمرة، إضافة الى حصولها على منحة من “مؤسسة التعاون الألماني”.

في البداية كان عدد الخلايا التي تملكها سمر حوالي 24 خلية، ووصل اليوم الى 60 بفضل مثابرتها واجتهادها ما زاد احترام وتشجيع أسرتها والمجتمع المحلي لها.

سمر وهي ترتدي الملابس الخاصة بعملها لحمايتها من قرصات النحل، تقول” إن عملها تطور وبدأت تنتج كميات من العسل اللذيذ الذي لاقى اقبالا واسعا من المواطنين”.

تضيف سمر: “إنها تروج لمنتجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأن صيدليات عديدة بدأت بشرائه لا سيما أنه يمتاز بطريقة تعبئة وتغليف ممتازة، وهناك أصناف يتم خلطها بالمكسرات”.

بعد نجاح تجربتها تقول سمر: “الكثير من خريجي الجامعات يتواصلون معي لاطلاعهم على تجربتي والاستفادة منها من خلال امكانية فتح مشاريع صغيرة في ظل ارتفاع معدلات البطالة والفقر المدقع في قطاع غزة جرّاء الحصار الإسرائيلي”.

وتشير الإحصاءات والتقارير الاقتصادية الى ارتفاع نسبة البطالة الى أكثر من 50%، ولخريجي الجامعات نصيب الأسد فيها.

وتفتخر تلك الشابة التي تكافح لإعالة أسرتها المكونة من 13 فرداً أن عسلها طبيعي 100% نتيجة تغذية النحل على الزهور فقط، وحرصها على قطف منتجها مرة واحدة خلال فصل الربيع، مشيرة الى أن أسرتها بدأت العمل معها.

إحصاءات غير رسمية تشير الى أن انتاج النحل تراجع في قطاع غزة من 220 طنا من العسل في العام الى 120، بينما تراجع عدد المناحل في السنوات الأخيرة من 27 ألفاً الى 15 ألفا فقط.

وعزا مربو النحل التراجع الى الأوضاع الاقتصادية السيئة وتدمير قوات الاحتلال لخلايا النحل، لا سيما أن معظمها يقع في المناطق الحدودية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى