حذرت شركة “كهرباء القدس”، اليوم الخميس، من خطوة “سياسية” إسرائيلية؛ هدفها عزل وإنهاء امتياز الشركة؛ الساري منذ 105 أعوام، في خطوة لعزل وإخراج المؤسسات الفلسطينية العاملة في المدينة.
ونشرت الشركة، آخر برنامج حددته شركة الكهرباء الإسرائيلية، لقطع وتقنين التيار الكهربائي عن المناطق الأخرى، في 24 وحتى 26 سبتمبر/ أيلول الحالي، إضافة إلى اليوم الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، في كل من القدس المحتلة، ومحافظتي؛ رام الله والبيرة، وبيت لحم بالضفة الغربية المحتلة.
وحذرت الشركة من “تداعيات خطيرة” للبرنامج، على كافة مناحي الحياة، لا سيما المؤسسات الرسمية والأهلية، وقطاع التعليم والمياه، والاتصالات، بما فيها القطاعات الاقتصادية الأخرى، خاصة هيئات الوساطة المالية، وتداول الأسهم في فلسطين.
وقال مساعد المدير العام لشؤون التطوير والتخطيط الاستراتيجي في شركة “كهرباء القدس” علي حمود، لصحيفة “العربي الجديد”، اليوم الخميس، إنّ الشركة “تعمل في القدس منذ العام 1914، وتعد جزءاً من مكونات القدس وتاريخها، حيث كانت الشركة تعرّضت لمحاولات عدة بعد احتلال القدس لعزلها عن العمل وإخراج امتيازها عن المدينة المقدسة، حيث جرى سابقاً فصل بعض امتيازات الشركة عن العمل ببعض مناطق القدس، ثم يأتي هذا السعي اليوم، لإخراج الشركة باعتبارها المؤسسة العربية الكبرى”.
وذكّر حمودة بأنّ “شركة كهرباء القدس كانت قد اضطرت، في ثمانينيات القرن الماضي، لإيقاف محطة التوليد الخاصة بها بعد منع الاحتلال تطويرها، ما اضطرها لربط خدماتها المقدّمة مع شركة كهرباء إسرائيل، كمورد للشركة، حيث تعامل شركة كهرباء القدس كمستهلك وليس كشركة، وكل ذلك في محاولة لإخراج امتيازنا من المدينة”.
وأوضح حمودة أنّ “السبب المعلن حول قطع الكهرباء هذه الفترة، هو التذرّع بوجود ديون متراكمة على الشركة، لكن الحقيقة أنّ وراء هذا الإجراء، أهدافا سياسية في ظل الظروف الراهنة، ومحاولة الضغط على الشعب الفلسطيني للقبول بالحلول السياسية التي تعزل مدينة القدس عن باقي مناطق الضفة”.
ولفت حمودة إلى أنّ “الشركة الإسرائيلية أعطت شركة كهرباء القدس برنامجاً لقطع الكهرباء عن بعض امتيازاتها، وهو برنامج من شأنه التشويش على عمل الشركة في معظم أماكن امتيازها، وبعد ذلك اضطررنا أن نعلن البرنامج للجمهور والمناطق التي ستتأثر”.
وأشار إلى أنّ “شركة كهرباء إسرائيل كانت قد اعتمدت على آلية إبلاغنا بعدة إنذارات، ثم أقرّت محكمة العدل العليا الإسرائيلية بضرورة موافقة المستوى السياسي والجهات الأمنية والإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية على ذلك”.
واعتذرت “شركة كهرباء القدس”، في بيان، اطلع عليه “العربي الجديد”، من كافة المشتركين لديها عن “هذا الإجراء الخارج عن إرادتها، حيث تسعى كهرباء إسرائيل إلى تطبيقه على أبناء الشعب الفلسطيني، وبموافقة الحكومة الإسرائيلية التي تمارس العقاب الجماعي على الشعب الفلسطيني”، مطالبة المشتركين بـ”ضرورة أخذ الحيطة والحذر أثناء فترة الانقطاع في مناطق قطع التيار الكهربائي ضمن برنامج نشرته الشركة في محافظات رام الله والبيرة، وبيت لحم، والقدس”.
وناشدت الشركة كافة المشتركين في المدن والقرى والمخيمات في مناطق امتيازها، بـ”تحمّل المسؤولية لسداد ما عليهم من ديون لشركة كهرباء القدس، وتصويب أوضاعهم ووقف كافة أشكال سرقة التيار الكهربائي من قبل بعض المشتركين، إضافة إلى ضرورة ترشيد استهلاك التيار الكهربائي، في حال نفذت الشركة الإسرائيلية تهديداتها بتقنين التيار الكهربائي”.