شرفة

الانتصار الثمين الذي حققته المقاومة ليس تدمير الآلية الاسرائيلية

كتب بسام ابو شريف: الوجه الآخر لانتصار المقاومة ( الذي لا يمكن تثمينه الآن بل سيعرف الجميع كم هو ثمين لاحقا ) ، هو هزيمة فريق بولتون وبومبيو ونتنياهو وسقوط مخططهم لتفجير الوضع الداخلي بلبنان بدءا من قرارات وزير العمل اللبناني، فقد كلف بالتشبث بنقطة قانونية لا تنطبق على أوضاع الفلسطينيين في لبنان ، وأراد أن يفرض القانون الذي يتعامل مع ” الأجانب ” ، على عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يحملون هوية لاجئ فلسطيني تحت شعار واسم الجمهورية اللبنانية ، وليس الأمم المتحدة أو سيريلانكا أو الفلبين ، أرادوا أن يشعلوا الفتنة الداخلية في زمن ولت فيه الفتن نسبيا ، وكانوا يتابعون مخططهم بإصرار معالي الوزير ( حسب التعليمات الصادرة له والاملاءات المفروضة عليه ) ، وابقاء النار مشتعلة وحاول معالي الوزير أن يضع الفلسطينيين في لبنان في خط خلاف مع قيادة م ت ف والسلطة ، لكن ذلك فشل أيضا وسيفشل معالي الوزير أكثر لأن ظروف تحالفه ومن يملون عليه المواقف اختلفت .

انتصر حزب الله ( المقاومة ) ، قبل أن يدمر الآلية العسكرية الاسرائيلية ففي الخطاب القصير الذي سبق العملية سمع الجميع وأولهم نتنياهو سمعوا السيد حسن نصرالله يتحدث عن رد حزب الله على ” المسيرتين المتفجرتين ” ، كأمر هامشي محسوم الرد ، وركز على الأهم وهو المعادلة الجديدة في الصراع مع العدو الصهيوني وحددها : ” من الآن فصاعدا سوف نسقط طائرات ومسيرات العدو فوق سماء لبنان ” أعلن أن الخط الأحمر الجديد ، هو أن سماء لبنان أصبحت ممنوعة على الطيران الحربي والمسير الاسرائيلي وربط الرد ( وهو ليس اعتباريا ) بتدشين المرحلة الجديدة .

وفي خضم معركة المقاومة مع اسرائيل ، ورسم خط أحمر جديد حقق حزب الله والمقاومة الانتصار الأكبر، وهو تدمير مخطط بومبيو لشق المجتمع اللبناني بين معارض للتصدي لاسرائيل ومصمم على التصدي .

ولذلك انتظر السيد حسن نصر الله أياما أنهك فيها العدو بقلقه وافراغه للمنطقة الحدودية واستنفار كل القوة الاسرائيلية ( يقول خبراء انها كلفت اسرائيل ملياري دولار ) ، لكن ذلك لم يكن السبب الوحيد للتمهل بل كان الهدف الأثمن هو ما تنتظره المقاومة وعلى رأسها قائدها السيد حسن نصر الله ” حماه الله ” .

كان افشال مخطط بومبيو ( وكل العقوبات والأموال الهائلة التي تصرف بلبنان لشراء الذمم والمواقف ضد المقاومة ) ، وتم ذلك عبر صمت السيد نصرالله انتظارا لموقف لبناني موحد ضد الاعتداءات الاسرائيلية ، وتم هذا بقيادة الجنرال عون الذي دعا مجلس الدفاع الأعلى لاجتماع اتخذ موقفا وطنيا رائعا ” لأول مرة ” ، وهو التصدي للاعتداءات الاسرائيلية وتوجه بكلمته ” لبنان ليس أرضا مستباحة وسندافع عن أنفسنا ” ، وأسقط في يد بومبيو وبولتون وعملائهما ، واتخذ رئيس الوزراء سعد الحريري موقفا فرضه الجو الشعبي العام وقرارات مجلس الدفاع ، وأعلن موقف الحكومة عبر اتصال مع الأمين العام للأمم المتحدة يرفض العدوان ويؤكد الاصرار على التصدي دفاعا عن لبنان .

لبنان الموحد اتخذ موقف التصدي للعدوان أي ” تحول لبنان بالإجماع الى كتلة واحدة تقف على أرض المقاومة ” ، وهذا هو الانتصار الذي لا يمكن تثمينه انه انتصار ذو نصال متعددة موجهة للعدو مباشرة وموجهة لعملائه في داخل المجتمع اللبناني ، وسيسقط مشروع وزارة العمل بعد هذا اوتوماتيكيا ، فالمعركة واحدة وان تعددت مساراتها وأدوار المكلفين بها .

الحنق والكراهية والعمالة والانحطاط الخلقي وشراء الذمم والقهر المرتبط بالهزيمة كلها ظهرت في وسائل الاعلام التابعة للمطبعين والمتساوقين مع اسرائيل ، وكذلك أفلت عقال عملائهم في لبنان الذين استضافتهم هذه الوسائل لبث سمومهم ومواقف ” باسم اللبنانيين ” ، تنهال انتقادا بالتصدي للعدو تحت عنوان المجازفة بمصالح اللبنانيين وتهديد أمن وسلامة لبنان للخطر، انه الانحطاط الذي يعبر عن حنقهم من انتصارات المقاومة الكبيرة …. الأكبر بكثير من تدمير الآلية العسكرية الاسرائيلية .

ولم يكن الرد الاسرائيلي على تدمير الآلية بعيدا عن فهم معنى ورسالة تدمير الآلية ، ورغم الرقابة الكاملة فسر الرد الاسرائيلي الكثير الكثير، وأهم ما فسره هو أن نتنياهو فهم الرسالة فأرسل قذائفه لتحرق الشجر وتضرب أراضي زراعية دون أن تمس البشر محملا بتحذير السيد حسن نصرالله ” ان الاعتداء الاسرائيلي وقتل أي مواطن لبناني سوف يرد عليه ولن تسكت المقاومة عليه ” .

وعلينا أن ننتظر لنرى تأثير هذه الانتصارات على الانتخابات الاسرائيلية ، وستكون مقاومة حتى النصر وتحرير فلسطين .

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى