تحذير إسرائيلي من نقص عدد الجنود و”عرائض العصيان” قد تفاقم الوضع

حذّر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير الحكومة من أن نقص عدد الجنود قد يحدّ من قدرة الجيش على تنفيذ مخططاتها في الحرب على قطاع غزة.

وقد يتفاقم هذا النقص في الجنود في ظل عرائض متواترة يوقّعها عسكريون للمطالبة بإعادة الأسرى، ولو بوقف الحرب، وهي ما باتت تعرف إعلاميا بـ”عرائض العصيان”.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الاثنين، إن زامير الذي تولى مؤخرًا قيادة الجيش، أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته أن “الاستراتيجيات العسكرية وحدها لا يمكنها تحقيق جميع الأهداف في غزة، لا سيما في غياب مسار دبلوماسي مُكمّل”.

وحذر من أن “نقص عدد الجنود قد يحدّ من قدرة الجيش على تحقيق طموحات القيادة السياسية ومخططاتها في غزة”.

و”يعكس تحذير زامير فجوةً متزايدة بين القدرة العملياتية للجيش والتطلعات السياسية الأوسع للحكومة”، وفق الصحيفة.

وفي الأشهر الماضية، تحدث الجيش الإسرائيلي عن نقص في الجنود النظامين؛ بسبب عدم تجنيد اليهود المتدينين (الحريديم)، وعزوف جنود من الاحتياط عن الخدمة لأسباب بينها الإرهاق من طول الحرب، وفق إعلام إسرائيلي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير لم تسمه: “زامير لا يُزيّف الحقائق، بل يُطالب القيادة بالتخلي عن بعض أوهامها”.

ورأت “تصريحات المسؤول تؤكد إحجام جيش الاحتلال الإسرائيلي عن عدم تكرار ما يصفه المسؤولون بإخفاقات الماضي”.

وأوضحت ذلك بأن “المكاسب العسكرية التي تحققت في وقت سابق من الحرب تآكلت، بعد أن امتنعت الحكومة عن اتخاذ إجراءات سياسية لإزاحة حماس من السلطة”.

وزادت بأنه “بعد ثمانية عشر شهرا من الصراع، لا تزال حماس تسيطر على معظم قطاع غزة”.

وأردفت: “يُقال إن زامير يُؤيد هجومًا بريًا أكثر حسمًا يهدف إلى هزيمة حماس عسكريًا، باستخدام تكتيكات مختلفة عن المُستخدمة قبل وقف إطلاق النار الأخير، وبينها تطويق المناطق الرئيسية وتفتيش المدنيين على مراحل”.

و”ومع ذلك، قد تستغرق إعادة احتلال غزة بالكامل أشهرًا عديدة، وربما سنوات، وستتطلب إعادة تفعيل عشرات الآلاف من جنود الاحتياط”، حسب الصحيفة.

واستدركت: لكن “معدلات مشاركة جنود الاحتياط الحالية في الوحدات القتالية تتراوح بين 60 في المئة و70 في المئة وفقًا للجيش – وهي أرقام أُبلغت بالكامل لنتنياهو وكبار الوزراء”.

وتعني هاتان النسبتان عزوف ما بين 40 بالمئة و30 بالمئة من عسكريي الاحتياط عن المشاركة في حرب الإبادة المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بدعم أمريكي مطلق.

الصحيفة نقلت عن مسؤول عسكري إسرائيلي آخر لم تسمه: “هناك قلق من أن هذه الأرقام لن تتحسن في حال شن هجوم أوسع”.

وفي مارس/آذار الماضي، ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أنه مع تراجع الاستجابة لطلبات الخدمة الاحتياطية بالجيش، لجأت بعض وحداته إلى نشر إعلانات عبر منصات التواصل الاجتماعي لتجنيد أفراد.

ومنذ الخميس، جرى الكشف عن 7 عرائض وقّعها عسكريون، يتنوعون بين قوات احتياط يمكن استدعاؤهم للخدمة وآخرين متقاعدين، وبينهم قيادات بارزة سابقة، بالإضافة إلى عناصر سابقة في جهاز المخابرات الخاجية (الموساد).

ويطالب هؤلاء بإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، ولو مقابل وقف الحرب.

وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وتوعد نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، ووزراء بحكومته بفصل موقعي تلك العرائض، معتبرين أنها “تقوي الأعداء في زمن الحرب”، ناعتين إياها بـ”التمرد” و”العصيان”.

وأسفرت الإبادة الإسرائيلية في غزة عن أكثر من 167 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.