صحفي فرنسي: رفعت علم فلسطين رغم الحظر تضامنا مع غزة
الصحفي الفرنسي إيمانويل هوارو رفع العلم الفلسطيني في مباراة منتخب بلاده مع إسرائيل متحديا قرار الحظر
– فرنسا صامتة وهي القوة السادسة في العالم وواحدة من كبار بائعي الأسلحة لإسرائيل
– مشجعون إسرائيليون هددوني بعد رفعي علم فلسطين بالمباراة
– وصلتني رسائل إشادة من عدة دول إلا أن أفضلها على قلبي تلك التي وصلت من غزة
قال الصحفي الفرنسي إيمانويل هوارو، إنه رفع العلم الفلسطيني في مباراة كرة القدم بين منتخب بلاده ونظيره الإسرائيلي، رغم قرار الحظر، تعبيرا عن تضامنه مع قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية تشنها تل أبيب منذ أكثر من عام، بدعم عسكري من باريس وفق قوله.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول مع هوارو، بينما تشهد كبرى العواصم والمدن الأوروبية مظاهرات حاشدة للمطالبة بوقف الإبادة الإسرائيلية في غزة، ورفع الحصار، ومساءلة قادة تل أبيب في المحاكم الدولية.
وفي 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أقيمت مباراة بين منتخبي فرنسا وإسرائيل في ملعب “ستاد دي فرانس” بضاحية سان دوني بباريس، حظرت خلالها سلطات البلاد رفع العلم الفلسطيني، وحضرها الرئيس إيمانويل ماكرون.
وكانت التذاكر المباعة لحضور المباراة “أقل مبيعات” لمباراة لعبها المنتخب الفرنسي لكرة القدم على الملعب نفسه في البطولة، إذ بيعت 20 ألف تذكرة في ملعب يتسع لـ 80 ألف متفرج.
وتكرارا لأحداث الشغب التي افتعلوها في أمستردام، انتشرت سريعا صور مشجعين إسرائيليين على وسائل التواصل الاجتماعي، وهم يضربون نظراءهم الفرنسيين في الدقائق الأولى من المباراة.
فرنسا تدعم إسرائيل عسكريا
هوارو (20 عاما)، وهو صحفي وطالب جامعي، رفع العلم الفلسطيني في المدرجات رغم قرار الحظر، وشارك صورة له عبر منصة “إكس”، مع عبارة “فلسطين حرة”.
وكتب مع صورته: “لا يمكن لأي إجراءات مقيدة للحرية أن تجعلنا ننسى الإبادة الجماعية المستمرة في غزة”، ووضع وسما يشير إلى حساب وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو الذي أصر على إقامة المباراة في فرنسا.
وبشأن ذلك التحدي الذي أقدم عليه الصحفي الفرنسي اليافع، يقول هوارو للأناضول: “رفعت العلم الفلسطيني لأن غزة تتعرض للقصف (الإسرائيلي) منذ أكثر من عام، والمجتمع الدولي لم يصدر أي رد فعل”.
وفيما يتعلق بموقف بلاده إزاء ذلك، أضاف أن “فرنسا صامتة وهي القوة السادسة في العالم، وواحدة من كبار بائعي الأسلحة لإسرائيل إلى جانب الولايات المتحدة”.
وتابع :بصفتي مواطنا فرنسيا وفردا في دولة حقوق الإنسان، لا يمكن استمرار الصمت ونحن نرى آلاف النساء والأطفال والمدنيين يتعرضون للقصف كل يوم في غزة منذ أكثر من عام”.
وعن ردود فعل الأمن الفرنسي والجمهور إثر رفعه علم فلسطين، أشار الصحفي الفرنسي إلى أنه لم يشاهده أحد سوى الذي التقط صورته، والجالسون بجانبه، حيث شاهدوه وهو يخرج العلم الفلسطيني خلال المباراة.
وأكد هوارو أن أحد حراس الأمن في الملعب رأى الصورة التي انتشرت على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، فأخرجه في الدقيقة الـ65 من عمر المباراة من الملعب.
وعن تبعات تلك الخطوة، أوضح أنه لم يواجه حتى الآن أي مشاكل قانونية بسبب رفعه العلم، إلا أنه تعرض لبعض التهديدات من مشجعين إسرائيليين على وسائل التواصل الاجتماعي.
إشادة من غزة
في المقابل، قال هوارو إنه تلقى “رسائل إيجابية من المجتمع الدولي، لا سيما الأرجنتين والنرويج واسكتلندا والعراق وماليزيا”.
وأكمل: “إلا أن أفضلها على نفسي كانت تلك الرسائل التي وصلتني من غزة.. لقد أثلج قلبي فلسطينيو غزة لرؤيتهم صورتي في الملعب”.
واعتبر أن “منع رفع العلم الفلسطيني في الملعب، وهو مكان عام، يعني حظر حرية الرأي والتعبير”.
ويتساءل: “لماذا تمنع الجماهير من قول فلسطين حرة في المباراة أمام إسرائيل، في المقابل يكون للطرف المقابل الحق في ذلك بمحطات الطرق والشوارع؟”.
ومشيرا إلى واقع الحريات في بلاده تجاه القضية الفلسطينية، أفاد أنه رفع العلم الفلسطيني خلال المباراة لإظهار أن الحكومة في فرنسا تهدد حرية التعبير والضمير.
وشدد على أن حرية التعبير كانت مهمة لجميع الشعب الفرنسي منذ إعلان حقوق الإنسان الذي صدر في البلاد عام 1789.
وجاءت تلك الإجراءات الفرنسية المشددة خلال المباراة، على خلفية أعمال شغب افتعلها جماهير فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي في العاصمة الهولندية، بعد مباراة جمعته مع أياكس أمستردام، أعقبها هتافات عنصرية أطلقها مشجعو الفريق الإسرائيلي مست العرب والمسلمين، وتخللها إحراق للعلم الفلسطيني واعتداءات على سائقي سيارات الأجرة من أصول مغربية.
شعوب العالم مع غزة
وفيما يتعلق بردود الفعل جراء الإبادة الإسرائيلية، أكد هوارو أن “شعوب العالم مع غزة، وكذلك بعض الحكومات، لكنها لا تستطيع التعبير عن رأيها لأنها تحت تأثير دول أقوى منها”.
وفي هذا الصدد شدد على أن الدول الغربية “ستضطر إلى اتخاذ إجراءات بشأن غزة إذا استنفر الشعب في فرنسا والولايات المتحدة أو أي مكان آخر”.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 148 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.