إسرائيل تسمح بدخول مساعدات محدودة وتتعمد عدم وصولها
كشف مسؤولين فلسطينيين بقطاع غزة النقاب عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يمارس عملية تضليل من خلال السماح بدخول مساعدات محدودة جدا للقطاع تحت ضغط من المجتمع الدولي، لكنه يعرقل وصولها إلى مستحقيها.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها للأناضول المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، قال فيها إن الجيش الإسرائيلي “يسمح بدخول محدود للمساعدات، لكنه يتعمد عدم إيصالها”.
وأوضح الثوابتة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم بذلك عبر “تسهيله لعصابات مسلحة خارجة عن القانون سرقة شاحنات المساعدات والبضائع وفرض إتاوات دون تدخل منه”.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يمنع في الوقت ذاته عناصر الشرطة الفلسطينية وشركات الحراسة الخاصة من تأمين شاحنات المساعدات وسط تهديدات باستهدافها.
وبين أن “هذه الاستراتيجية (التي يتبعها الجيش) في تسهيل سطو العصابات على المساعدات وعرقلة عناصر الشرطة وشركات الحراسة من تأمينها تعزز سياسة التجويع المتعمدة ضد الفلسطينيين، وتؤكد أن الهدف هو دخول المساعدات لا وصولها”.
وكثيرا ما قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي عناصر من الشرطة الفلسطينية وشركات الحراسة الخاصة أثناء أداء عملها في تأمين شاحنات المساعدات.
كما قتل جيش الاحتلال ناشطين فلسطينيين بينما كانوا يتولون عملية توزيع المساعدات الشحيحة للغاية، التي تدخل غزة، حيث تحاصر تل أبيب نحو 2.3 مليون فلسطيني للعام الـ18 على التوالي.
ولفت الثوابتة إلى أن “هذه العصابات تنشط في مساحة جغرافية جنوب القطاع لا تستطيع الطواقم الشرطية التحرك فيها بسبب خطورة الوضع الأمني الذي يفرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما يساهم في تأزيم الأوضاع الإنسانية”.
وقال إن “هذه العصابات تتحرك تحت أنظار جيش الاحتلال، ما يشير إلى موافقته الضمنية على جرائمها التي تتماشى مع أهداف إسرائيلية في تشديد الحصار وتعزيز سياسة التجويع المتعمد للفلسطينيين”.
وتابع الثوابتة: “أفراد هذه العصابات التي صدر بحق بعضهم أحكام سجن سابقة، باتوا يستغلون ضعف الوضع الأمني للتنقل بحرية”.
وذكر أن “تقارير ومعلومات حصلت عليها الحكومة في غزة أفادت بأن أفراد هذه العصابات ينسقون مع الجيش الإسرائيلي لمعرفة مواقع تحرك شاحنات المساعدات وأنواعها وتوقيت تحركاتها للسطو عليها”.
وشدد على أن “الحكومة حاولت منذ البداية معالجة هذه الإشكالية مع الفئة الخارجة عن القانون، ونجحت بشكل نسبي، لكن ما زالت المشكلة قائمة حتى اللحظة، وتسعى الحكومة حاليًا للحد من هذه الاعتداءات، مع نجاح نسبي في إيصال بعض هذه الشاحنات والمساعدات للفلسطينيين”.
وبين أن “الكثير من أفراد هذه العصابات سلموا أنفسهم للأجهزة الحكومية، وتراجعوا عن هذه الأعمال، وتعهدوا بعدم تكرار هذا الأمر الذي يتماشى مع أهداف الاحتلال الإسرائيلي وسياساته العدوانية بحق الفلسطينيين”.
وأكد الثوابتة “إصرار الحكومة على الاستمرار بكل الطرق والوسائل المتاحة لتحييد هذه الفئة الخارجة عن القانون من أجل ضمان وصول المساعدات لمستحقيها”، منذرا من يرفض الاستجابة بـ”اتخاذ الإجراءات القانونية بحقه”.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 146 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.