قاسم: لا نعول على ترامب وإسرائيل ستدفع ثمن عدوانها وستوقفه
الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم، في كلمة مصورة:
– طريق التفاوض مع إسرائيل قوامه وقف العدوان وضمان سيادة غير منقوصة للبنان
– مشروع إسرائيل يتمثل بإنهاء وجود “حزب الله” واحتلال لبنان وتغيير الشرق الأوسط
– أمر واحد فقط هو الذي يوقف هذه الحرب العدوانية على لبنان وهو الميدان
– إسرائيل ستصرخ من طائراتنا وصواريخنا ولا يوجد مكان بها ممنوع عليها
– لا نبني على الانتخابات الأمريكية سواء نجحت هاريس أو نجح ترامب
– لا نعول على الحراك السياسي العام ولا نُعوّل على اكتفاء نتنياهو ببعض المكتسبات
– نعول فقط على الميدان حيث سنترك نتنياهو يدرك تماما أنه في الميدان خاسر
– أي تفاوض يُبنى على وقف العدوان وحماية السيادة اللبنانية بشكل غير منقوص
أكد الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم، الأربعاء، أن حزبه لا يعول على الحراك السياسي أو نتائج الانتخابات الأمريكية لإنهاء العدوان على لبنان، معتبرا أن صمود الحزب بالميدان وتدفيع إسرائيل ثمنا حقيقيا سيجبرها على وقف العدوان.
وشدد قاسم في كلمة مصورة بمناسبة مرور 40 يوما على اغتيال إسرائيل للأمين العام الراحل للحزب حسن نصر الله، على أن طريق التفاوض مع تل أبيب قوامه وقف العدوان وضمان سيادة لبنان بشكل غير منقوص.
وفي بداية كلمته، تحدث قاسم عن أهداف إسرائيل من العدوان على لبنان الذي بدأ منذ شهر و10 أيام تقريبا، والذي جاء بعد نحو عام من عمليات إسناد لقطاع غزة نفذها الحزب.
ولفت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يرغب في تحديد موعد لإنهاء الحرب على لبنان، وإنما يقول إنه “يضع أهدافا واضحة للانتصار فيها”.
وذكر أن نتنياهو حدد أهدافه بإحدى خطبه، والتي لخصها في “تغييّر وجه الشرق الأوسط””؛ فهو “أمام مشروع كبير جدا يتخطى غزة وفلسطين ولبنان إلى الشرق الأوسط”.
وأوضح قاسم أن خطوات هذا المشروع من خلال الحرب على لبنان، تتمثل في “إنهاء وجود حزب الله، واحتلال لبنان ولو عن بعد، والعمل على تغيير خارطة الشرق الأوسط”.
لكنه أكد أن “حزب الله” منذ الحرب مع إسرائيل 2006 “وهو يستعد بكل أشكال الاستعداد” لهذا اليوم؛ لأنه كان يتوقع أن “تحصل الحرب في يوم من الأيام”.
وأضاف الأمين العام: “نحن الآن في حالة دفاعية لمواجهة هذا العدوان الإسرائيلي والأهداف التوسعية التي أرادها” نتنياهو.
“متى يتوقف العدوان؟”
وبشأن موعد توقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، قال قاسم: “قناعتنا أنّ أمرا واحدا فقط هو الذي يوقف هذه الحرب العدوانية وهو الميدان”، في إشارة إلى صم.
وأوضح أن “الميدان يشمل قسمين: الحدود ومواجهة المقاومين للجيش الإسرائيلي على الحدود، والثاني هو الجبهة الداخلية وأن تصل إليها الصواريخ والطائرات حتى تدفع ثمنا حقيقيا، وتعلم أنّ هذه الحرب ليست حربا قابلة لأن ينجح فيها الإسرائيلي”.
وأكد قاسم بهذا الصدد أن “حزب الله” جاهز للمواجهة مع إسرائيل؛ فـ”لدينا عشرات الآلاف من المجاهدين المقاومين المدربين الذين يستطيعون المواجهة والثبات”.
وأضاف مطمئنا الداخل اللبناني: “الإمكانات متوفرة، سواء في المخازن أو أماكن التموضع وكذلك بطرق مُتعدّدة، لا تخافوا على الإمكانات”.
وتابع متوعدا: “ستصرخ إسرائيل، ستصرخ من الصواريخ والطائرات، ولا يوجد مكان في الكيان الإسرائيلي ممنوع على الطائرات أو الصواريخ”.
واستطرد: “الأيام آتية، والأيام الماضية كانت نموذجًا، والذي سيحصل سيكون أكثر فأكثر”.
“لا نعول على ترامب”
في السياق ذاته، أكد قاسم في كلمته المصورة، على أن “حزب الله” لا يعول على الحراك السياسي الحالي ولا على نتائج الانتخابات الأمريكية لوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وقال: “لا نبني على الانتخابات الأمريكية سواء نجحت (كمالا) هاريس أو نجح (دونالد) ترامب، فهذا ليس له قيمة بالنسبة لنا”.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن المرشح الجمهوري دونالد ترامب تحقيقه “فوزا تاريخيا” في الانتخابات الرئاسية الأمريكية أمام منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.
وخلال حملته الانتخابية، تعهد ترامب – الذي تقدم بلاده دعما مطلقا لإسرائيل – بأن ينهي “المعاناة والدمار” في لبنان إذا عاد إلى البيت الأبيض.
وأضاف قاسم: “كما لا نُعوّل على الحراك السياسي العام ولا نُعوّل على اكتفاء نتنياهو ببعض المكتسبات” من عدوانه على لبنان.
واستدرك: “نُعوّل فقط على الميدان؛ حيث سنترك نتنياهو يُدرك تمامًا أنّه في الميدان خاسر وليس رابحًا، وهذه الخسارة ستمنعه من تحقيق أهدافه”.
وتابع متوعدا: “لن نستجدي لإيقاف العدوان، وسنجعل العدو هو الذي يسعى إلى المطالبة بوقف العدوان”.
وبخصوص أهداف “حزب الله” بمواجهة إسرائيل، قال: “نحن كمقاومة، خيارنا الحصري هو منع الاحتلال من تحقيق أهدافه”.
وأكد أن نتنياهو “لا يمكن أن يفوز” في هذه الحرب.
وقال: “عندما يقول نتنياهو نحن نريد النصر المطلق، من أنت حتى تعمل النصر المطلق؟ على من تعتمد؟ تعتمد على إجرامك؟ على الإبادة؟ هذا لا يصنع النصر المطلق”.
طريق المفاوضات
وبشأن رؤية “حزب الله” للمفاوضات كطريق لوقف العدوان الإسرائيلي، قال: “عندما يُقرّر العدو وقف العدوان هناك طريق للمفاوضات حدّدناه بشكل واضح، وهو التفاوض غير المباشر عبر الدولة اللبنانية والرئيس نبيه بري (رئيس البرلمان) الذي يحمل راية المقاومة السياسية”.
وشدد على أن أي تفاوض يُبنى على أمرين: أولا، وقف العدوان. وثانيا، حماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص”.
وتطرق قاسم إلى حادثة اختطاف إسرائيل المواطن عماد أمهز من مدينة البترون (شمال) قبل أيام، بعد تسلل قوة خاصة بحرية إلى الأراضي اللبنانية عبر البحر.
وقال: “دخول الإسرائيلي بهذه الطريقة فيه إساءة كبيرة للبنان، وفيه انتهاك لسيادة لبنان، وفيه علامات استفهام كثيرة”.
وأضاف: “أنا اليوم لن أتّهم، لكني أطالب الجيش اللبناني المعني بأن يحمي الحدود البحرية بأن يُصدر موقفًا وبيانًا يُبيّن لماذا حصل هذا الخرق؟، وحتى لو قال إنّه لم يكن قادرًا وإنّه كان عاجزًا، فليقل أمام العالم ما هو السبب”.
وتابع: “أيضا فليسأل قوة اليونيفيل (قوة حفظ السلام الأممية المؤقتة) وخاصة الألمان العاكلين بالقوة عن ما الذي رأوه في تلك الليلة وما الذي فعلوه في تلك الليلة؟ ويُطلع الناس عليه”.
والسبت، طلب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، من وزير خارجيته عبد الله بو حبيب، تقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي بشأن اختطاف إسرائيل للمواطن االلبناني عماد أمهز الجمعة.
وادعت وسائل إعلام إسرائيلية أن قوة بحرية إسرائيلية خاصة اعتقلت مسؤولا عسكريا في “حزب الله”، بينما قال الوالد فاضل أمهز، إن نجله قبطان بحري مدني، ولا علاقة له بـ”حزب الله”.
فيما ألمح وزير الأشغال اللبناني علي حميه، عبر بيان، إلى مسؤولية “اليونيفيل” عن اختطاف أمهز، في حال ثبت أن عملية الاختطاف تمت عبر التسلل بحرا؛ لأن القوة الأممية هي المسؤولية عن مراقبة شواطئ لبنان، وفق قرار مجلس الأمن رقم 1701.
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها “حزب الله”، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 146 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و13 قتيلا و13 ألفا و553 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات رسمية لبنانية معلنة حتى مساء الثلاثاء.
ويوميا يرد “حزب الله” بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.