ممرضة فرنسية عملت بغزة: إسرائيل ترتكب إبادة أمام أنظار العالم
بعدما شاهدته أثناء عملها في أحد مستشفيات قطاع غزة، أكدت الممرضة الفرنسية إيمان معرفي أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في بث حي ومباشر أمام أنظار العالم أجمع.
وكانت معرفي توجهت إلى غزة في يناير/ كانون الثاني الماضي أثناء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة، وعملت في المستشفى الأوروبي بمحافظة خان يونس (جنوب) لنحو أسبوعين.
وفي مقابلة مع الأناضول، تطرقت الممرضة الفرنسية إلى الظروف التي يعمل فيها كوادر القطاع الصحي في قطاع غزة.
قالت إنها عاشت لحظات مروعة للغاية في غزة، لافتة إلى أن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر بإخلاء 3 مستشفيات في القطاع، بينها “مستشفى كمال عدوان” شمال القطاع.
وأضافت أن “ما حدث مخيف للغاية، لأن مدير مستشفى كمال عدوان تم تهديده بأنه إذا لم يقم بإخلاء المرضى والعاملين في مجال الرعاية الصحية، فإن المشفى سيشهد نفس مصير مستشفى الشفاء”.
وأشارت معرفي إلى العثور على مقابر جماعية في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، بعد أن اقتحمه الجيش الإسرائيلي قبل شهور.
وفي 18 مارس/ آذار الماضي اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى الشفاء لمدة 14 يوما قبل أن ينسحب منه، لتتكشف مشاهد مروعة من الدمار الواسع لمبانيه ودفن جثامين فلسطينيين بينهم نساء في مقابر جماعية وفردية، عُثر على بعضهم متحللا أو محروقا أو مقطعا.
ووصفت معرفي الوضع في قطاع غزة بأنه “كارثي”، وطالبت بالتدخل لوقف الهجمات الإسرائيلية والإبادة المرتكبة بحق الفلسطينيين.
وقالت: “يجب القيام بكل شيء لمنع هذه الخطة (الإسرائيلية) من النجاح، إن خطة إسرائيل الكبرى يجب ألا تنجح. لقد تم احتلال واغتصاب ما يكفي من الأراضي، فلينتهي الفصل العنصري، لينتهي الاحتلال، فليحيا القانون الدولي”.
ودعت معرفي إلى تطبيق القانون الدولي في المنطقة، وإعادة الأراضي المحتلة إلى أصحابها الفلسطينين.
لا مكانا آمنا في غزة
الممرضة الفرنسية أكدت أن المستشفيات في قطاع غزة ليست مناطق آمنة، وشددت على أنه “لا يوجد مكان آمن في غزة”.
وأشارت إلى أن إسرائيل كانت تصدر تحذيرات لإخلاء المستشفيات قبل يوم واحد فقط من مباغتتها بهجمات واقتحامات وقصف وإعدامات بصفوف المرضى والجرحى والنازحين والكوادر الطبية.
واستشهدت الممرضة على حديثها بالهجوم الإسرائيلي على “مستشفى ناصر” قبل شهور وإخراجه عن الخدمة.
وأوضحت أن زميلاً لها يسكن في الشارع المقابل لمستشفى ناصر أخبرها أنه نجا من القصف الإسرائيلي بفارق 10 ثواني فقط.
وأكدت على نقص الإمكانيات الطبية والأدوية في مستشفيات غزة، ما يؤدي لعدم علاج الكثير من المرضى، وخاصة مرضى الكلى.
كما لفتت الممرضة الفرنسية إلى الصعوبات التي يواجهها المصابون الذين فقدوا أحد أو بعض أطرافهم جراء الهجمات الإسرائيلية.
وأشارت إلى وجود الكثير من المصابين ممن فقدوا أذرعهم أو أرجلهم، وتم دفن أطرافهم المبتورة في التراب.
وأفادت أنه رغم تطهير جروح هؤلاء المرضى إلا أن هناك نقصا كبيرا في المحاليل الطبية والأدوية وخاصة المضادات الحيوية.
وأكدت أنه لهذا السبب، فإن المصابين الذين لم يُقتلوا في الهجمات قد يتوفون بسبب الالتهابات، مشددة أنه “لا يتم احتساب هؤلاء الوفيات من ضمن قتلى الهجمات”.
وأوضحت أن عاملي قطاع الصحة في فرنسا يستخدمون الكمادات الطبية لمرة واحدة فقط، في حين أن عاملي الصحة في غزة يضطرون لاستخدام كل وجه من الكمادات حتى تتسخ تماما، بسبب نقص اللوازم الطبية.
وشددت على “ضرورة وقوف المجتمع الدولي إلى جانب الإنسانية، إن مستقبل العالم والإنسانية على المحك، نحن نتحدث عن مستقبل آلاف الأطفال والأشخاص في غزة”.
وأشارت إلى أن العالم يواجه جريمة ضد الإنسانية، مؤكدة أن “إبادة جماعية تحدث أمام أعيننا في بث مباشر في غزة”.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف غير مسبوق على مناطق واسعة شمال القطاع، قبل أن يجتاحها في اليوم التالي، ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجيرهم.
وتسبب هذا الهجوم المتزامن مع حصار مشدد بخروج مستشفيات محافظة الشمال عن الخدمة، كذلك أدى إلى توقف خدمات الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل بدعم أمريكي مطلق حرب “إبادة جماعية” على غزة، أسفرت عن أكثر من 144 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.