20 يوم تهجير وإبادة.. إسرائيل تواصل قصف وحصار وتجويع شمال غزة
لليوم الـ20 على التوالي يواصل الجيش الإسرائيلي، الخميس، القصف الجوي والمدفعي المكثف وإطلاق النار شمال قطاع غزة، وخاصة مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا في مشاهد يقول مراقبون إنها “إبادة جماعية” يشاهدها العالم على الهواء مباشرة.
ويستمر الجيش في تشديد حصاره لمئات آلاف الفلسطينيين في المنطقة ويمنع دخول الغذاء والمياه والوقود والدواء، ما فاقم كارثة المجاعة والعطش، وزاد الاتهامات له بالإصرار على تهجير المواطنين واحتلال الشمال وتحويله إلى منطقة عازلة.
وقُتل طفل فلسطيني ووالدته في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم جباليا كانا يقيمان فيه، وفق مسعفين فلسطينيين لمراسل الأناضول.
وقال مصدر في جهاز الدفاع المدني بغزة للأناضول “يوجد جرحى فلسطينيون في شوارع بيت لاهيا ومخيم جباليا، جراء إطلاق نار مكثف من مدفعيات ومسيّرات إسرائيلية، وتعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم وإجلائهم إلى مستشفيات”.
وأضاف المصدر أن “الجيش الاسرائيلي اعتقل 3 من العاملين في جهاز الدفاع المدني أثناء تأدية مهام عملهم في منطقة الشيخ زايد شمال بيت لاهيا”.
وفي ساعة متأخرة الأربعاء؛ أعلن الدفاع المدني توقف عمله كاملا في محافظة الشمال، عقب اعتقال الجيش الإسرائيلي 5 من عناصره واستهداف 3 آخرين بشكل مباشر، وقصف مركبة الإطفاء الوحيدة لديه.
وقال الدفاع المدني، في بيان: “توقف عملنا كليا في محافظة الشمال، والوضع أصبح كارثيا هناك، والمواطنون المتواجدون باتوا بدون خدمات إنسانية”.
وأوضح أن “آليات إسرائيلية عسكرية استهدفت بقذائفها مركبة الإطفاء الوحيدة في شمال القطاع وأضرمت النيران فيها”.
وقال شهود عيان لمراسل الأناضول الخميس إن “قصفا مدفعيا متواصلا شهدته منطقة الصفطاوي ومخيم جباليا وسط إطلاق نار من الآليات الإسرائيلية المتوغلة”.
وأضافوا أن “الجيش الإٍسرائيلي يواصل عمليات نسف وتدمير وإحراق منازل ومربعات سكنية في مخيم جباليا ومنطقتي الصفطاوي والتوام”.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي يفرض حصارا مطبقا على مستشفيات كمال عدوان والعودة والإندونيسي شمال قطاع غزة، ويستهدف النازحين والمرضى والطواقم الطبية في حال الدخول أو الخروج منها، حسب مصدر طبي للأناضول.
وأكد المصدر أن “مستشفيات الشمال تعاني من أوضاع كارثية وغاية في التعقيد في ظل الاستهداف الإسرائيلي المتعمد ومنع إدخال الوقود والمستهلكات الطبية والطعام والمياه إلى الجرحى والمرضى والطواقم الطبية، مع بدء نفاد المتوفر منها داخل المستشفيات”.
ويتواصل القصف الإسرائيلي لمناطق مختلفة في شمال قطاع غزة، بالتزامن مع استمرار مساعي الجيش لإفراغ المنطقة من المواطنين عبر التهجير القسري، وفق شهود عيان.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، شرع الجيش الإسرائيلي بقصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة في شمال القطاع، وبدأ في اليوم التالي اجتياحه لها بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”.
وفي وسط قطاع غزة؛ قُتل طفل فلسطيني وأصيب آخرون في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف أرضا شمال شرق مخيم المغازي، حسب مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى لمراسل الأناضول.
وقال شهود عيان للأناضول إن “الجيش الإسرائيلي شن قصفا مدفعيا عنيفا تخلله إطلاق نار كثيف من الآليات شرق مخيمي المغازي والبريج”.
وزادوا بأن “الآليات الإسرائيلية تقدمت بشكل محدود شرق مخيمي المغازي والبريج، تزامنا مع إطلاق النار والقصف المدفعي المتواصل”.
وفي مدينة رفح (جنوب)، شن الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على مخيم الشابورة (وسط) ومنطقة خربة العدس شمال شرق المدينة، وفق شهود عيان للأناضول.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 143 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب هذه الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهاء الحرب فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
وحوّلت تل أبيب قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حرب “الإبادة الجماعية” نحو مليونين من مواطنيه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضٍ فلسطين ولبنان وسوريا، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.