صعد الاحتلال الإسرائيلي، من جرائم التطهير العرقي، مرتكبا مجازر دامية مروعة، أودت بحياة عشرات المواطنين، علاوة على استهداف المستشفيات، والطواقم الطبية، وذلك في اليوم الخامس عشر من الحصار المشدد على شمال قطاع غزة.
وشن طيران الاحتلال قصفا جويا ومدفعيا مكثفا على مخيم جباليا، وبيت لاهيا، ومناطق الصفطاوي، وتل الزعتر، والشيخ زايد، وتلة قليبو شمال قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء، بينهم أطفال ونساء.
جثامين في الشوارع
وأفادت مصادر طبية بأن عشرات الجثامين ما زالت منتشرة بشوارع شمال قطاع غزة، وخاصة في جباليا، حيث لم تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليها، بسبب القصف الإسرائيلي المكثف.
كما قصف الاحتلال عشرات المنازل بمناطق مختلفة بمخيم جباليا، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العديد من المواطنين.
وتطلق الطائرات المسّيرة وآليات الاحتلال النار بشكل مكثف، وسط قصف مدفعي متواصل، تزامن مع تحركات للآليات بمخيم جباليا، ومحيطه، الذي يتعرض لعمليات نسف، وتدمير، وإحراق المباني السكنية، باستخدام البراميل المتفجرة والروبوتات المفخخة.
وناشدت عشرات العائلات طواقم الإسعاف والدفاع المدني لإنقاذها من تحت أنقاض منازلها المدمرة، وأخرى من النيران المشتعلة جراء قصف الاحتلال العنيف والمكثف.
استهداف المستشفيات
وتوغلت دبابات الاحتلال شمال قطاع غزة وصولا إلى بوابة المستشفى الإندونيسي بمنطقة الشيخ زايد، وقامت بمحاصرته من جميع الجهات، وهدم جزءا من أسواره.
وحسب مصادر طبية من داخل المستشفى، “فقد تم قطع التيار الكهربائي عنه، ولا يمكن من إعادة وصله مجددا، بسبب خطورة الأوضاع، وتواجد قوات الاحتلال بالمنطقة”.
ويوجد داخل المستشفى المحاصر 30 مصابا، بخلاف المرضى، منهم 10 يحتاجون رعاية خاصة، وأكسجين على مدار الساعة.
وبخصوص مستشفى العودة بتل الزعتر شمال قطاع غزة، فقد قصفت مدفعية الاحتلال الطوابق العلوية ثلاث مرات، ما أدى إلى إصابة عدد من الطواقم الطبية، إحداها إصابة بليغة جدا.
ويأتي ذلك بالتزامن مع مواصلة قوات الاحتلال حملة الإبادة التي ينفذها في شمال القطاع منذ 15 يوما، عبر قصف المنازل، ومراكز الإيواء، ونسف، وتدمير، وحرق أحياء سكنية كاملة، إضافة إلى منع إدخال الطعام والمياه إلى المنطقة، ما خلف مئات الشهداء، والجرحى، في ظل تعطل شبه كامل لعمل طواقم الإسعاف، والدفاع المدني، نتيجة استهدافها، أو منعها من تأدية مهامها.
وأُجبر (350) ألف مواطن/ة على النزوح، بسبب قصف الاحتلال الوحشي عبر الطائرات والمدفعية، وما زالت المستشفيات محرومة من الإمدادات الطبية وغير الطبية، الأمر الذي أثّر بشكلٍ مباشر على قدرتها على تقديم الخدمات الطبية للمرضى والمصابين، بالإضافة إلى أن الواقع في شمال قطاع غزة أدّى إلى نزوح الكفاءات الطبية، مما جعل المواطنين/ات في حالة انكشاف طبي.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 42,500 مواطن، وإصابة 99,546 آخرين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض.