أدانت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء ومعرفة مصير المفقودين الظروف المُهينة وغير الإنسانية التي رافقت تسليم الاحتلال لجثامين 88 شهيدا من قطاع غزة في “كونتينر” دون أي معلومات عن هويتهم أو ظروف استشهادهم، وترك هذه الجثامين مجهولة الهوية في شوارع خانيونس بعد رفض الجهات المختصة تسلّم هذه الجثامين بهذه الطريقة.
وقالت إن هذا التعامل المُهين مع الجثامين، والذي يتطلب تحقيقاً دولياً عاجلاً لضمان مُساءلة مُرتكبي هذه الانتهاكات ومنع إفلاتهم من العقاب، ليس الأول من نوعه. فقد قامت سلطات الاحتلال بِتسليم أكثر من 400 جثمان لشهداء مجهولي الهوية بهذه الطريقة سابقاً وبنفس الظروف حيث تمّ دفنهم في مقابر جماعية في وسط وجنوب قطاع غزة.
وأضافت إنّ الانتهاكات الجسيمة والممارسات اللاإنسانية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق جثامين الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 واحتجاز جثامين الشهداء والتنكيل بها يُمثل انتهاكاً صارخاً لكافة القوانين الدولية والإنسانية، بما فيها اتفاقية جنيف الرابعة، التي تضمن حقوق الموتى وتفرض على الدول المحتلة الالتزام بالكرامة الإنسانية في الحروب.
وطالبت الحملة الوطنية الجهات الدولية بإجراء تحقيقات دولية مُستعجلة ومُستقلة في ظروف قتل واحتجاز الشهداء وتسليم جثامينهم بهذه الطريقة، كما تطالب الحملة اللجنة الدولية للصليب الأحمر باتباع الإجراءات والبروتوكول المعمول به عند تسلم أي دفعات من الجثامين وتقديم التفاصيل اللازمة حول الجثامين التي يتم تسليمها، حيث إن دولة الاحتلال ملزمة بموجب القانون الدولي بتسجيل كافة المعلومات المتعلقة بالقتلى وتسليمها للعائلات مع الحفاظ على كرامة الجثامين، وعدم التعرض لقبورهم بأي شكل من الأشكال.
كما طالبت الحملة الوطنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك الفوري للضغط على الاحتلال من أجل وقف هذه الجرائم والممارسات اللاإنسانية بحق جثامين الشهداء، وضمان تسليمهم إلى ذويهم مع احترام الحق في دفنهم وفقاً للأعراف الإنسانية والدينية وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.