شرفةمحليات

غزة.. الترفيه لتخفيف هول الحرب عن الأطفال

داخل مدرسة للإيواء بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، يؤدي عدد من الشبان استعراضات بهلوانية في إطار مبادرة ترفيهية للأطفال علها تخفف وطأة الأثر النفسي لحرب “الإبادة الجماعية” التي تواصلها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

أصوات الموسيقى الممتزجة بصدى تصفيق الأطفال الذين بدت على وجوههم تعابير السعادة والحماسة، غطت على هدير الطائرات.

عشرات من الأطفال بمدرسة “عكا” بخان يونس، تحلقوا حول الشبان المبادرون لمشاهدة استعراضهم فيما بدأ بعضهم بالرقص على الأنغام الموسيقية متناسين لوهلة ظروف الحرب المروعة.

وتشير تقديرات نشرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” في 3 سبتمبر/ أيلول الجاري، إلى “تأثيرات كارثية” للحرب على الأطفال، قائلة في تقرير على موقعها الإلكتروني إن “الأطفال في غزة يموتون بمعدل مقلق”.

وقالت “يونيسف” إن أطفال غزة “بحاجة إلى الدعم المنقذ للحياة.. لا يوجد مكان آمن للأطفال مع تفاقم الأزمة الإنسانية”.

كما يتهدد استمرار الحرب بضياع مستقبل جيل كامل من الأطفال بسبب تعذر تلقي حقهم في التعليم، وفق ما حذر منه المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى “أونروا” فيليب لازاريني.

ولأكثر من مرة حذرت مؤسسات حقوقية فلسطينية وأممية من ارتفاع عدد الضحايا الأطفال سواء الذين قتلوا أو جرحوا أو يتّموا أو تعرضوا لانتهاكات مختلفة من اعتقال وتجويع وتعطيش.

** التفريغ النفسي

بخفة، يمسك أحد شبان المبادرة بكرات صغيرة ملونة ويبدأ قذفها في الهواء والتقاطها سريعا، ما أثار إعجاب الأطفال الذين لم يشاهدوا حركات استعراضية كهذه سابقا، إذ يعتبر “فن السيرك” حديثا بغزة حيث أسست أول مدرسة لتعليمه عام 2014.

وقال الفلسطيني مُحيي الحلو، من مدرسة غزة للسيرك التي أشرفت على تنفيذ الفعالية، إن هذه المبادرة الترفيهية تستهدف مناطق الإيواء التي فيها أطفال.

وأوضح في حديثه للأناضول، أن هذه المبادرة تعد من أنواع “التفريغ النفسي” للأطفال لمساعدتهم على تخطي الصدمات التي واجهوها خلال الحرب.

وأضاف: “وجودنا في المدارس ومراكز الإيواء يساعد الأطفال بشكل كبير للترفيه عن أنفسهم… هم بحاجة إلى دعم كبير”.

واعتبر الحلو توفير هذه المبادرة البسيطة للأطفال في مراكز الإيواء “أمرا مهما في ظل عدم وجود مساحات صديقة تمكنهم من اللعب واللهو”.

وأشار إلى حاجة الأطفال “للخروج من أجواء الطاقة السلبية التي أفرزها أكثر من 11 شهرا من الحرب المتواصلة”، لافتا إلى أن هذه المبادرة “مساعدة بالدرجة الأولى للتخفيف عنهم”.

وفي يوليو/ تموز الماضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن “أطفال غزة يموتون ويعانون إصابات خطيرة وصدمات نفسية، ويشاهدون والديهم يُقتلون وتُدمر منازلهم” جراء الهجمات التي تشنها إسرائيل على القطاع.

وفي 21 يوليو، قالت الأونروا في منشور على حسابها عبر منصة إكس، إن “فرقها بغزة رغم التحديات المستمرة، تواصل تقديم دعم الصحة العقلية لأطفال القطاع الذين يواجهون الفواجع والصدمات كل يوم”.

وبحسب آخر إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن عدد الأطفال الذين قتلوا خلال الحرب الإسرائيلية الحالية بلغ نحو 16 ألفا و795 طفلا.

وبدعم أمريكي مطلق تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي، حربا مدمرة في غزة خلفت أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى