شرفة

نختلف معها وليس عليها

كتب عماد الاصفر: لا يوجد في الراهن الفلسطيني الممكن والمتاح ما هو اولى من تجديد شرعية قيادة منظمة التحرير، هذه مهمة واجبة ومستحقة طال تأخيرها، وسبق وان لمنا الرئيس وفتح واليسار وحماس كذلك ، وكل بحسب وزنه، على المماطلة فيها واخضاعها للمصالح الضيقة واستخدامها كورقة للتعطيل او للمساومة والابتزاز.

الآن وقد بات من غير المبرر بل من الضار جدا تأخير انعقاد جلسة المجلس الوطني فان الجميع بدءا من الرئيس وفتح وانتهاءا بأصغر فصيل مطالبون بإثبات منتهى الحرص على المصير الوطني وعلى شرعية التمثيل، مهما استدعى ذلك من تقديم تنازلات بينية.

ومن نافل القول هنا ان المنظمة ليست مطلوبة لذاتها وليست غاية او هدفا، وانما وسيلة لإدامة طرح هذه القضية، بما فيها من حق عودة لاجئين وتقرير مصير شعب، وهي مسائل لا يجوز اخضاعها بتاتا لأية متطلبات مهما كانت.

الآن تماما يأتي دور اليسار الفلسطيني الذي احبه انا شخصيا، هذا اليسار الذي احبه لم يكن على مستوى الطموح خلال المرحلة الماضية، لا الطموح الوطني ولا طموح منتسبيه ولا احبابه ومؤيديه، لأنه باختصار عانى من حالة التراجع العام التي اصابت الكل الوطني، ولأنه لم يكن جريئا و واضحا ولا صريحا وحاول الاحتفاظ بقدم عند حماس واخرى عند فتح، فضيع هويته المميزة.

اعتقد ان انصار وقدرات اليسار الفلسطيني اكبر بكثير مما يعتقد قادته، واعتقد ان جمهور اليسار بانتظار بادرة جرأة وصلابة ووضوح وصراحة، لكي يعاودوا انحيازهم العلني وولائهم الثابت لليسار ، بعد ان ملوا كثيرا من سياسة اللعب على الحبلين، والتمويه العقائدي وبيع المواقف هنا وهناك.

اذكر ان الجبهة الديمقراطية قاطعت المجلس الوطني الذي عقد في عمان في العام الاول للانتفاضة الاولى سنة 1987 ، ولكنها ارسلت وفدها الى مدخل القاعة مزودا بتعليمات المشاركة وانهاء المقاطعة إن كان هناك أي نقص في تثبيت النصاب القانوني، هذا موقف يعكس روح المسؤولية الوطنية، ولكنه يخضع الشراكة الوطنية لمعايير الحد الادنى، هذا الموقف إن كان مقبولا وقتها بعد الانشقاق، لن يكون مقبولا اليوم لا من الديمقراطية ولا من غيرها.

لن يكون مقبولا لدى الفلسطينيين سوى الانتصار العلني الصريح والواضح لتجديد شرعية القيادة، ولإعلاء الصوت عاليا ضد كل من يعطل او يماطل او يعرقل انجازها، الخلاف الوطني لا يجب في أي حال من الاحوال ان يمس شرعية التمثيل على علاتها، لأن ذلك سيفتح الباب امام فراغ وفوضى لا تحمد عقباها، وسيكون التاريخ شاهدا مع كل من سهل انجاز هذه المهمة في هذه المرحلة الخطرة، او شاهدا على كل من عطلها وترك قضيتنا في مهب الريح.

لا كبير امل في استجابة حماس لهذه النداءات، فهي لم ترفض المشاركة في المنظمة نكاية بابي مازن فقط ، لقد رفضت ذلك في عهد الرئيس الراحل ابو عمار، وهي لم ترفض ذلك بسبب اوسلو لقد رفضته حتى في عز الانتفاضة الاولى التي وحدت كافة الفصائل والشخصيات المستقلة على برنامج واحد، وكان الرئيس الراحل وقتها قد عرض على حماس إضافة لحصة من المقاعد مقعد الشهيد ابو جهاد بكل ما له من رمزية ومكانة واعتبار.

فلنتقمص روح القائد الحكيم جورج حبش، ودعونا نختلف مع القيادة لا عليها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى