وصفت الأسيرة المحررة والمرابطة المقدسية هنادي الحلواني، اعتقالها الأخير في السجون الإسرائيلية بأنه “الأقسى” على مدار حالات الاعتقال والاحتجاز التي تعرضت لها خلال سنوات حياتها.
وقالت الحلواني التي حصلت على حريتها، فجر الخميس، ضمن اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة “حماس” إن “الشرطة الإسرائيلية تعمدت إهانتها وإهانة الدين الإسلامي، خلال اعتقالها من منزلها في القدس الشرقية”.
وأشارت إلى أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلتها بتاريخ 9 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من منزلها في مدينة القدس، أي بعد يومين من اندلاع الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة.
وتعرضت الحلواني في حياتها لسلسلة اعتقالات وعقوبات وإبعادات عن المسجد الأقصى، وكان آخر إفراج عنها، ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل.
وقالت: “في كل مرة يكون الاعتقال أصعب، ولكن الأخير كان الأقسى، اعتقال دون قانون، في كل مرة كان يبرز الضابط أمر تفتيش، ويقرع الجرس، لكن الأمر اختلف تم تفجير باب البيت دون أن أرتدي الحجاب، ودون أمر تفتيش، وتم البصق علي، وسب الذات الإلهية والشتم”.
وأشارت إلى أن الشرطة الإسرائيلية “داست المصحف الشريف في بيتها”، عندما اقتحمته لاعتقالها.
وتابعت: “قالوا لي إنه لا قانون اليوم. تم ضربي من قبل رجال الشرطة، وفتشت جسديا وتم تهديدي بالاغتصاب. الأمر مهين جدا”.
وأوضحت الأسيرة المحررة أن الشرطة الإسرائيلية وجهت لها ولعائلتها “تهديدات بالقتل”.
وبالحديث عن ظروف اعتقالها الأخير إبان الحرب على قطاع غزة، أردفت: “تعرضت لعنف جسدي ولفظي ونفسي، كانت فترة عصيبة علي وعلى الأسيرات بشكل عام”.
وقالت إن شرطية إسرائيلية أقدمت على “نزع حجابها، وجرتها أمام الجنود دون حجاب”.
واستدركت: “صرخت من أجل استعادة حجابي فأعيد لي”، مبينة أنها معرضة للاعتقال في أي لحظة، استنادا إلى “حجج واهية” كما السابق.
اتهام لا وجود له
وفي السياق، قالت الحلواني، إن الشرطة الإسرائيلية وفي كل واقعة اعتقال تتهمها بـ”الانتماء لتنظيم المرابطات في الأقصى”.
ووفق الحلواني، تزعم إسرائيل وجود تنظيم أطلقت عليه اسم “المرابطات في الأقصى” وصنفته بأنه “إرهابي”، رغم أن “لا وجود له”.
وأضافت: “كل من يرابط في الأقصى يتهم بالتحريض، نحن نقول أن الأقصى عقيدتنا، والرباط فيه جزء من العقيدة”.
وتعد الحلواني واحدة من أشهر الفلسطينيات في القدس، والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك.
ومنذ نحو 10 سنوات تواجه الحلواني إبعادا قسريا عن المسجد الأقصى، حسب قولها، كما تمنعها إسرائيل من السفر والتنقل بين بعض المدن.
وصباح الجمعة، انتهت الهدنة الإنسانية المؤقتة في القطاع التي أنجزت بوساطة قطرية مصرية أمريكية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها وقف مؤقت لإطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وجاءت الهدنة عقب حرب مدمرة تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.
ووفق موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري، فإن اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت شهد “إطلاق سراح 105 مدنيين المحتجزين لدى حماس في غزة، بينهم 81 إسرائيليا، و23 مواطنا تايلانديا، وفلبيني واحد”.
وأضاف: “تقدر إسرائيل أن حوالي 137 رهينة محتجزون الآن في غزة وتصر على أن تقوم الحركة بإطلاق سراح جميع النساء والأطفال المدنيين المتبقين رهائن قبل النظر في اتفاقيات إضافية”.
وذكرت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين أن إسرائيل أطلقت سراح 240 أسيرا فلسطينيا من سجونها، 71 أسيرة و169 طفلا.
وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية حيث استهدفت منذ الصباح مناطق متفرقة شمال ووسط وجنوب القطاع، أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.
(الأناضول)