المصير في الوطن .. خطط التهجير تقابل بالعبور
رئيس التحرير: منذ بداية الحرب الدامية على قطاع غزة والتي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب هجوم 7 أكتوبر، وتدمير كتائب القسام لفرقة غزة في جيش الاحتلال، فعلت دولة الاحتلال خطتها القديمة الجديدة الهادفة الى تهجير المواطنين في قطاع غزة الى سيناء، ولاحقا تهجير المواطنين من الضفة الغربية الى الأردن، وهو ما رفضته مصر والأردن بشكل جدي من منطلق أن هذه الخطة تشكل تهديدا على أمنهما القومي، وتصفية للقضية الفلسطينية .
الأمر الحاسم في إفشال هذه الخطط كان فلسطينيا بامتياز، فصمود مئات الألاف من المواطنين تحت قصف طائرات جيش الاحتلال للمربعات السكنية في مناطق كثيرة في القطاع المحاصر وهدمها بشكل فوق ساكنيها، وتحديدا شماله بألاف الاطنان من المتفجرات، وسقوط الاف الشهداء والجرحى، وفي ظل حصار شديد، حيث لا ماء ولا دواء ولا طعام ولا كهرباء ولا اتصالات، ولفترة امتدت قرابة الخميسين يوما، إلى أن أجبر الاحتلال على القبول بهدنة إنسانية مؤقته لأربع أيام قابلة للتمديد.
ومنذ اللحظات الأولى للهدنة بدأت مشاهد الصمود، ومواقف الصبر تؤكد رفض الفلسطيني للتهجير، فما إن دخلت الهدنة حيز التنفيذ صباح الجمعة الموافق 24.11.2023 حيث هب النازحون لتفقد منازلهم والعودة اليها .
المشهد المهم من بين مشاهد عديدة وثقتها عدسات الصحفيين هي عودة مئات العالقين بإرادتهم وبعد انتظار طويل الى قطاع غزة عبر معبر رفح ، لينضموا الى عائلاتهم في مراكز الايواء أو بيوتهم.
هذا القرار بالعودة الى مصير ما زال مجهولا يقرأ فيه أن مصير الفلسطيني يجب ان يكون في وطنه بإرادة خالصة، وأن خطط الاحتلال بتهجير الفلسطيني لا يمكن أن تكون سوى حلما .