ثقافة

تأبين الراحلة الأديبة سلمى الجيوسي في عكا

إيلياء بوست- أحيت وزارة الثقافة الفلسطينية بالتعاون مع مؤسسة الأسوار للثقافة في عكا، احتفاءً أدبياً في الذكرى الـ57، لرحيل الأديبة والشاعرة والناقدة والمترجمة الكبيرة سلمى الخضراء الجيوسي، بمشاركة أدباء وكتاب من مدن الداخل المحتل وبلداته.

وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف في كلمته: “إن سلمى الجيوسي شكلت علامة فارقة في تقديم الثقافة العربية والفلسطينية إلى العالم أجمع، وكانت مشروعاً ثقافياً متكاملاً، من جهة ترجمتها للأدب، وتعريفها بالثقافة العربية والتراث العربي، ومن جهة مساهماتها في إغناء المشهد الثقافي العربي، من خلال كتاباتها الشعرية والنقدية، وترجماتها المختلفة، من وإلى اللغة العربية”.

وأضاف: سلمى احتلت مكانا بارزا في الثقافة الفلسطينية منذ مساهماتها الأولى بعد النكبة الفلسطينية، عبر قصائدها المختلفة، وبعد ذلك عملها في الحقل الأكاديمي، وحقل الترجمة، وكانت تؤمن بأن للثقافة دورا كبيرا في حماية هوية شعبنا وصون تراثه الوطني، وتقديم هذا الموروث الثقافي إلى الأجيال القادمة.

بدوره، أكد الكاتب والناشر يعقوب حجازي، أن الاحتفاء بسلمى في عكا التي عاشت فيها منذ طفولتها تأكيد على ضرورة الاحتفاء برواد الثقافة الفلسطينية، بما قدموه من إنجازات ومساهمات في الحفاظ على ثقافتنا الوطنية، وأن مؤسسة أسوار التي كان لها شرف تقديم بعض أعمال سلمى عبر تاريخها تؤكد أنها ستواصل عملها الدؤوب بالشراكة مع المؤسسات الفلسطينية، خاصة مع وزارة الثقافة في الحفاظ على إرثنا الثقافي.

كما قدم الشاعر سامي مهنا كلمة أكد فيها المكانة الشعرية لسلمى الجيوسي، من حيث ارتباطها بحركة النهضة الشعرية العربية، مع نازك الملائكة وفدوى طوقان، وعملها المختلف في تقديم الأدب العربي، وأكد أن سلمى كانت تعرف أهمية القصيدة كما أهمية الرواية في تقديم الثقافة العربية، كذلك شكل مشروع الترجمة الذي أطلقته منارة لإضاءة الكثير من المناطق المعتمة في الثقافة العربية.

وفي مداخلة جيهان الخطيب، تطرقت إلى مواقف سلمى الخضراء المختلفة في الأدب، والتي كانت تفسر وعي سلمى وثقافتها العميقة في التراث العربي، وذكرت الدكتورة جيهان بعض المقولات الأدبية الهامة التي شكلت طروحات نظرية في وعي سلمى الخضراء الجيوسي، عبر مسيرتها المختلفة، وكيف كان مشروع ترجمتها للأدب العربي، جزءاً من ردة فعلها على عدم معرفة الطلاب بالجامعات الأميركية بهذا الأدب، وعدم أخذه على محمل الجد.

كما قدمت المحامية هزار حجازي ورقة أرسلها الأكاديمي الفلسطيني أحمد عزم، أكد فيها ما كانت تتمتع به سلمى الخضراء من مكونات وعي فكري، وقام بتقديم قراءة معمقة في مكونات وعي سلمى الجيوسي من جهة الأطر النظرية التي استخدمتها في تقديمها للتراث الثقافي العربي، أو من جهة الدوافع المختلفة التي أكسبت هذا المشروع أهمية خاصة.

يُشار إلى أن الشاعرة والمترجمة والباحثة الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي وُلدت في صفد عام 1928، من أب فلسطيني وأم لبنانية، وترعرعت في مدينة عكا، وفي حي البقعة في القدس الغربية.

هاجرت بعد نكبة 48 إلى الأردن، ودرست الأدبين العربي والإنجليزي في الجامعة الأمريكية ببيروت، وحصلت على درجة الدكتوراة في الأدب العربي من جامعة لندن. ووافتها المنية في العاصمة الأردنية عمان، في 20 نيسان 2023.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى