شباب

هداية حسنين.. الغزية الأولى الفائزة ضمن “أفضل 10 متناظرين” على مستوى آسيا

إيمان شبير:هذه لم تَحْدُث مع أحد غيرِك؛ لقد فعلتها هداية بطريقةٍ استثنائية”.. كلمات قيلت بلسانٍ عُماني من لجنة تحكيم المناظرات، لتقع في قلب ابنة فلسطين من قطاع غزة هداية عصمت حسنين، التي تُوّجت بالمركز التاسع ضمن أفضل 10 متناظرين في قارة آسيا خلال البطولة الدولية الآسيوية للمناظرات الطلابية باللغة العربية، بعاصمة سلطنة عمان مسقط.

وشاركت “هداية” ضمن وفد فلسطيني يجمع طلبة جامعات من قطاع غزة، والضفة الغربية، والقدس، والداخل المحتل، والشتات، في البطولة التي نظمها “مركز مناورات قطر” في سلطنة عمان، تحت شعار “آسيا في مسقط.. مناظرو اليوم قادة المستقبل”.

وبدأت المناظرة الدولية في العاصمة العمانية مسقط، بتاريخ 27 يناير/ كانون الثاني المنصرم، وانتهت في 2 فبراير/ شباط الجاري، بمشاركة كبيرة من مختلف الدول العربية والأجنبية.

329234595_716907183240059_6703153360257425569_n.jpg

وفن المناظرات، هو أن يقتضي طرح قضية يَتناظر حولها فريقان مُتعارضان، ويُدْعى الفريقُ المؤيد للقضية فريق “المُوالاة”، وهو من يؤيد القضية أو الموضوع الذي يُتناظر حوله ويدعمه ويدافع عنه، أمَّا الفريق الذي يُعارض موضوع المناظرة ويُفَنِّد أطروحة فريق “الموالاة” وحججه فيُدْعى فريق “المعارضة”.

“تحت مظلة الضاد”..

وتتحدث “هداية” أن طبيعة المناظرات هي حالة فكرية للحوار والاختلاف، إذ يوجد مقولات تُسمى “نص القضية” يتم إعلام الفريق المتناظر بها للمناظرةِ عليها.

وتلفت “حسنين” إلى أن نموذج المناظرات في تجربة سلطنة عُمان مختلف قليلًا، حيث أن الفريقين يتنافسان حول قضية يضعها المحكمون، ويتم إعطاء الفريق المتناظر “نص القضية” فقط قبل 20 دقيقة من بدء المناظرة، ثم بعد مرور 20 دقيقة يبدأ التناظر.

ويكون كل فريق (مكون من ثلاثة أشخاص) مُكلّف بدورٍ يقوم به، ومن ينجح في إقناع لجنة التحكيم بوجهة نظره ورأيه يكون هو الفائر، مؤكدةً أن ذلك هي فلسفة المناظرات وطبيعتها.

وتوضح ضيفتنا إلى أن أعداد المشاركين في المناظرات كبير، والحُكّام بأعدادٍ مهولة، حيث يوجد بكل قاعة مِن 3 لـ 5 محكّمين، مُردفةً: “الجميل أن كل مُحكّم من دولةٍ مختلفة كان يأتي إلى قاعةِ المناظرات مرتديًّا الكوفية الفلسطينية”.

وتتابع أن “تجربة المناظرات، كانت مختلفة ومثرية؛ لأنها حالة من الانتقاء الفكري والثقافي من جميع البلدان، فالكل يأتي بلباسه التراثي، وكان شيئًا عظيمًا، أشكالنا، ألواننا، كلامنا، لكن عندما نبدأ المناظرات توحدنا اللغة العربية ولا نتحدث بغيرها”.

329339483_1385186328924466_8164145753222881228_n.jpg

ويبتسم صوت هداية عند الحديث عن مشاركة ثقافات من بلدان مختلفة في المناظرة، “هناك حالة لا يمكن أن تتكرر، فاختلاط اللهجات واللكنات كان جميلًا في جو المناظرة”، مُشيرةً إلى أنّ لحظة مغادرة أرض مسقط كان البكاء حاضرًا بقوة بين المتناظرين “فلا أجمل من شعور العائلة الواحدة التي تلّم شمل العرب والمسلمين”.

“تجربة ثرية”..

“حملتُ قلبي وغزة ووضعتهما على المِنصة حين إعلان الفوز”، بدموعٍ سبقتها تنهيدات الفرح تُعبر “حسنين” قائلةً: “شعرت بأشياءٍ كثيرة لا أستطيع وصفها، الفوز يعني لي جدًّا وشعرتُ أن الجهد الذي بذلته لم يذهب سُدى”.

ماذا عن شعورك عند إعلان اسمك مُتوج بالفوز؟، تُجيب بسعادةٍ غامرة، “لحظة الفوز ثرية، مُدهشة، لا أستطيع أنسى رفاق المرحلة، كيف احتوتني زميلتي التي كانت ضمن فريق غزة، وكنت أحتاج عند الفوز عناقًا حقيقيًّا وشعرته من سارة التي أسرتني بعناقها وتصفيقها (..) كأن عائلتي مَن كانت معي”.

هذه مشاعر تُعاش ولا تقال“، تُكمل وصف  إحساسها بالفوز: “حصولي على المركز التاسع ضمن أفضل 10 مناظرين على مستوى آسيا صنع فيَّ الكثير، وشعرت بمزيجٍ من الفخرِ والامتنان”، لم تتمالك نفسها وهي تُجيب، كانت دموع الفرحة أكبر من الحديث.

وتُواصل حديثها المتقطع بسبب البكاء، “سعادة الناس من حولي كانت أكبر مني (..) لحظة مناداة “هداية حسنين، ثم غزة وفلسطين” كانت أقوى من أن يستوعبها القلب”.

وعملت هداية حسنين جاهدة على إحضار هويتها الفلسطينية خاصة عند اعتلاء المِنصة للتكريم، وذلك بلباس الثوب والكوفية الفلسطينية، وعلم فلسطين يلّفها تُردف: “مشيت نحو المنصة لأكون من الفائزين إلى جانب أبناء العائلة المالكة في عُمان، على وقعٍ كلمات مملوءة بالاعتزاز والفخر: “هذه سابقة من نوعها” في إشارة في فوز فلسطيني من غزة بهذه المناظرات.

329209919_1303927500156290_2726713974564046009_n.jpg

وتؤكد أنها لم تكن وحدها الفائزة في المناظرات بل كان الفوز لفلسطين وكل من ينتمي إليها ويُحبّها، معبرةً عن سعادتها بلقاء زملاء وزميلات لها من مختلف المناطق الفلسطينية.

وتنوه إلى أنّ الجامعات الفلسطينية المشاركة في المسابقة الدولية هي: “النجاح في نابلس، وجامعة القدس، والجامعة الإسلامية بغزة”، وتضم أشخاصًا من مختلف المحافظات.

وتتابع: “قضية فلسطين كما اعتدنا حاضرة بقوة في كُل الأماكن والأزمنة، كان فريق قطاع غزة والضفة الغربية يأتون إلى قاعة المناظرات بالكوفيات، ويرفعون شارة النصر، والجميع يلتف نحوهم بأنظارهم وابتسامتهم والكلمات التي تنبع عن حبهم لفلسطين.

وتُكمل: “التحم الوطن بعُمان، كانت حالة ثرية، وشعرتُ بأن قطعة من الوطن وجدتُها في سلطنة عُمان، جلسنا كلنا على طاولة واحدة، هكذا فلسطين كانت أوسع منا جدًّا”.

329414717_946042476775175_5539813454933368894_n.jpg

وفي اجابتها عن سؤال كيف عززّ أبناء فلسطين وجود بلادهم في مسقط؟، تُجيب “حسنين”: “جهزنا هدايا منوّعة من الأعلام الفلسطينية، ودبابيس الزينة معلقة عليها علم فلسطين، وأيضًا وزعنا كتب تتحدث عن فلسطين مثل كتاب (عائد إلى حيفا) الراحل غسان كنفاني”.

وتُعبّر بصوتٍ ممتن، “فلسطين لا تغادرنا أبدًا، أينما حللنا كانت بلادنا (..) الجميع في سلطنة عُمان كان يحتضننا عندما يعلم أننا من فلسطين، والجميع طلب التصوير مع الكوفية”.

وتختم الشابة هداية حسنين حوارها معنا بموقفٍ رأت فيه مدى الانتماء لقضية فلسطين: “عندما غادرتُ عُمان، أراد كابتن الطائرة، كوفيتي الفلسطينية الأخيرة التي كنت أرتديها، أهديتها له على أملٍ أن يكون اللقاء عند تحرير البلاد من احتلالها وعلى أرضنا”.

329311240_878411046738347_1590818103803070341_n.jpg

329209919_1303927500156290_2726713974564046009_n.jpg

المصدر: سند للأنباء

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى