العامةثقافة

مبدعون فلسطينيّون يغيبون عن المشهد الثقافي في العام 2022

غيّب الموت في العام 2022، نخبة من أبرز المبدعين الفلسطينيين في مختلف المجالات، كان آخرهم الروائي والقاص والناقد فاروق وادي، ، في أيلول، ليكمل تلك الصورة القاتمة لعام شهد رحيل أيقونات ثقافية وفنيّة كالكاتب فيصل حوراني، والشاعر حنّا أبو حنّا، والفنانة التشكيلية لطيفة يوسف، والمخرج السينمائي غالب شعث، والروائي والقاص غريب عسقلاني، وغيرهم.

الشاعر حنّا أبو حنّا (شباط/  فبراير)

عن أربعة وتسعين عاماً، رحل، مساء الثاني من شباط في العام 2022، الشاعر القدير حنّا أبو حنّا، في حيفا، تاركاً وراءه عقوداً طويلة من الإنتاج الأدبي والعمل الثقافي والوطني والتربوي.

ينتمي أبو حنّا، الذي وُلد في قرية الرينة، شمال شرقي الناصرة، العام 1928، إلى الجيل الأوّل من شعراء المقاومة الفلسطينيّين، وترك أثره في الأجيال التي أتت بعده من شعراء فلسطين.

وشارك الراحل في إصدار مجلّة “الجديد” العام 1951، و”الغد” العام 1953، و”المواكب” العام 1984، و”المواقف” العام 1993.، كما ساهم في تأسيس “جوقة الطليعة”، إضافة إلى ترجمته لنصوص من المسرح العالمي.

بعد ديوانه الأوّل، “نداء الجرح”، الذي صدر في العام 1969، نشر حنّا أبو حنّا ما يزيد على ثلاثين عملاً بين شعر ونثر وأبحاث في السرد والأدب والتعليم، مثل: “قصائد من حديقة الصبر” (شعر، 1988)، و”عَرّاف الكرمل” (شعر، 2005)، و”رحلة البحث عن التراث” (دراسة، 1994)، وقد صدرت أعماله الشعرية الكاملة العام 2008، كما دوّن سيرته في أكثر من كتاب، مثل “ظل الغيمة” (2001)، و”خميرة الرماد” (2004)، وله في النقد الأدبي والتراث الشعبي والتاريخ الثقافي أعمالٌ من بينها: “عالم القصّة القصيرة” (1979)، “دار المعلّمين الروسية” (1994)، وله في التحقيق “روحي على راحتي: ديوان عبد الرحيم محمود” (1985)، وغيرها.

الفنانة التشكيلية لطيفة يوسف (شباط/ فبراير)

في الثالث عشر من شباط، رحلت الفنانة التشكيلية الفلسطينية لطيفة يوسف، في العاصمة المصرية القاهرة، حيث تقيم، هي التي فازت بجائزة دولة فلسطين للفنون عن العام 2021.

ولطيفة يوسف، واحدة من العلامات الفارقة في الفن التشكيلي الفلسطيني، ولدت بمخيم خان يونس، وكرّست ريشتها للتعبير عن القضية الفلسطينية بأسلوب فني متميز، إذ قدمت العديد من المعارض الفردية والجماعية في دول الوطن العربي وبخاصة في مصر.

ورغم ظروف الاحتلال استطاعت أن تضع بصمتها الفنية في المحافل الدولية، هي التي انتقلت من خان يونس إلى رام الله للدراسة، وبعدها عملت في قطر والبحرين، قبل أن تشغل منصب مسؤولة المعارض في دائرة الثقافة بمنظمة التحرير الفلسطينية بتونس ما بين العامين 1990 و1994، لتتنقل بين عدة مناصب إدارية، لتتسلم بعدها مهمة سكرتير ثانٍ كمندوبة في جامعة الدول العربية لدولة فلسطين من القاهرة، وكمسؤولة لملف الأسرة والطفل منذ العام 2002، وهي عضو الاتحاد العام للتشكيليين العرب، والاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين، و”فنانون من أجل السلام”، و”المستقبل العربي”، و”أتيليه القاهرة”، وغيرها.

الكاتب فيصل حوراني (أيار/ مايو)

رحل، في الثاني عشر من أيار، الكاتب والروائي والمؤرخ والناقد الفلسطيني فيصل حوراني، في العاصمة السويسرية جنيف، عن عمر 83 عاماً، قضاه مناضلاً سياسياً، ومؤرخاً وكاتباً وروائياً متميزاً، هو المولود في قرية “المسمية” المهجّرة قرب قطاع غزة في العام 1939.

ولد حوراني في قرية المسمية العام 1939، انتقل وعائلته إلى غزة، ومنها إلى دمشق، ليلتحق بعد حياة سياسية وصحافية حافلة فيها بصفوف منظمة التحرير الفلسطينية عضوا فاعلا في مؤسساتها. عمل رئيساً لقسم الدراسات في مركز الأبحاث الفلسطيني، وعبر في كتابه السلسلة “دروب المنفى” عن معاناة كل الفلسطينيين في الشتات من خلال سيرته الذاتية هذه.

للحوراني مؤلفات عدة عن المنفى وتاريخ عمله السياسي والنضالي، أبرزها: رواية “المحاصرون”(1973)، ورواية “بير الشوم” (1979)، ودراسية “الفكر السياسي الفلسطيني” (1980)، ورواية “سمك اللجة” (1984)، وكتاب “الفكر السياسي الفلسطيني من 64 – 74″ وصدر في العام 1980، و”جذور الرفض الفلسطيني 1918 – 1948″، و”العمل العربي المشترك وإسرائيل – الرفض والقبول 44 – 67” وصدر في العام 1989، وسيرته “دروب المنفى” في خمسة أجزاء، وأخيراً كتاب “باولا وأنا” (2021)، وأطلقه في متحف محمود درويش بمدينة رام الله.

الفنان التشكيلي طارق الغصين (حزيران/ يونيو)

في الحادي عشر من حزيران، رحل الفنان التشكيلي الفلسطيني الكويتي طارق الغصين، الذي بقي حتى آخر أيامه يهجس، عبر أعماله، التي حققت حضوراً عالمياً لافتاً، بالقضية الفلسطينية، هو الذي اشتهر بأعماله الفوتوغرافية التي تبلورت في البحث عن الهوية، وعلاقة الكائن بالمكان سواء بأبعاده الواقعية أو الافتراضية.

ولد طارق طلعت الغصين في الكويت مطلع 1962، حيث كان والده يعمل صحافياً ومحرراً ودبلوماسياً، وكان قد شغل منصب أول سفير لدولة الكويت في واشنطن، في ستينيات القرن العشرين. حصل على درجة البكالوريوس في التصوير من جامعة نيويورك، وعلى درجة الماجستير في الفنون الجميلة من جامعة نيومكسيكو، وشغل العديد من المناصب خلال حياته المهنية في مجال التصوير والتدريس، كما عمل أستاذاً للتصوير الفوتوغرافي في فرع جامعة نيويورك بأبو ظبي، في حين ظل تصوّر الغصين وتصويره لهويته الفلسطينية ثابتاً في معظم اتجاهاته الفنية، حيث يعالج قسم كبير من أعماله موضوع تكوين هويته في سياق الحرمان والخسارة، الحرمان من عودته لموطنه الأصلي وخسارة الهوية الفلسطينية في ظل الاحتلال الإسرائيلي.

الروائي والقاص غريب عسقلاني (حزيران/ يونيو)

توفي في مدينة غزة، في الحادي والعشرين من حزيران، الكاتب والروائي إبراهيم عبد الجبار الزنط المعروف بغريب عسقلاني، عن عمر يناهز 74 عاما بعد معاناة مع المرض.

وشيّعت جماهير غفيرة جثمان الراحل، حيث انطلق موكب التشييع من أمام منزله الكائن في شارع النصر غرب مدينة غزة باتجاه مسجد المقوسي القريب لأداء الصلاة عليه قبل مواراة جثمانه الثرى في مقبرة حي الشيخ رضوان بالمدينة.

ولد الروائي عسقلاني في الرابع من نيسان من العام 1948، واختار اسمه الأدبي “غريب عسقلاني” نسبة إلى مدينته عسقلان التي ولد فيها وهُجّر منها مع أسرته أثناء النكبة.

حصل عسقلاني على بكالوريوس العلوم الزراعية من جامعة الإسكندرية العام 1969، ودبلوم في الدراسات الإسلامية من القاهرة العام 1983، وعمل مديراً للإبداع الأدبي في وزارة الثقافة الفلسطينية حتى تقاعده العام 2004، وكان عضواً مؤسساً في اتحاد الكتاب الفلسطينيين في القدس وغزة.

كتب الرواية والقصة القصيرة والمقالة الأدبية، ونشر أعماله في الدوريات العربية، وتُرجمت بعض قصصه القصيرة للغات عدة، كما عمل مهندساً زراعياً، ومعلماً في المدارس الثانوية، وتم تقليده بوسام الثقافة والعلوم والفنون “مستوى الابتكار” العام 2016.

المخرج غالب شعث (تموز/ يوليو)

رحل المخرج الفلسطيني القدير غالب شعث، في العاصمة المصرية القاهرة، صباح السابع عشر من تموز، عن عمر يناهز الثامنة والثمانين عاماً.

وعمل صاحب “الظلال في الجانب الآخر”، و”يوم الأرض”، و”المفتاح” على تقديم فلسطين في السينما بما يليق بها من خلال كل مداخلاته الفنية وحضوره الفني منذ التحق بأكاديمية الفن في فيينا حتى عمله في دوائر السينما في منظمة التحرير خاصة في الإعلام الموحد وقطاع السينما في مؤسسة صامد.

ولد الراحل في القدس في العام 1934، وهاجر إلى غزة إثر النكبة.. توجه إلى فيينا حيث حصل على دبلوم الهندسة، ودبلوم في الإخراج من معهد السينما فيها.

أسس شعث مع مجموعة من المخرجين المصريين “جماعة السينما الجديدة” في سبعينيات القرن الماضي، والتحق بالإعلام الموحد، وعمل في قطاع السينما في مؤسسة صامد.

من أبرز أعماله: فيلم “الظلال في الجانب الآخر” للكاتب محمود دياب الذي يمثل نموذجاً للسينما الجديدة، وفيلما “يوم الأرض”، و”المفتاح”، كما ترجم بعض سيناريوهات الأفلام من بينها فيلم “انفجار” من إخراج مايكل أنجلو انطونيوني.

الممثل بسّام لطفي (آب)

غيّب الموت، في التاسع عشر من آب، الممثل الفلسطيني السوري بسام لطفي أبو غزالة، أحد أبرز نجوم الدراما السوريّة والعربية، وواحد من مؤسسي نقابة الفنانين في سورية، عن 82 عاماً، بحسب ما أعلنت النقابة.

 

ونعت وزارة الثقافة الفنان لطفي الذي وافته المنية، في بيان صادر عنها. وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف إن “لطفي كان فلسطينياً خالصاً، لم تمنعه النكبة ولا اللجوء القسري من مواصلة الكفاح من أجل حقوق شعبه وترسيخ اسم بلاده وحضورها، فكان من أبرز المؤسسين والعاملين في المسرح الوطني الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير في ستينيات القرن الماضي، كما كان نموذجاً للفلسطيني الذي ينهض من رماد النكبة مثل العنقاء حتى تواصل فلسطين نضالها لاستعادة البلاد ووهجها”.

الروائي والناقد فاروق وادي (أيلول)

توفي الأديب والروائي والقاص والناقد والباحث والإعلامي الفلسطيني فاروق وادي، في البرتغال، مساء التاسع عشر من أيلول، وفق ما أعلنت أسرته، وعدد من أصدقائه عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي.

وفاروق وادي من مواليد مدينة البيرة في العام 1949، درس علم النفس في الجامعة الأردنية وتخرج فيها العام 1972. عمل لقرابة خمسة وثلاثين عاماً في المؤسسات الثقافية الفلسطينية، وواظب لسنوات على كتابة عمود أسبوعي في جريدة “الأيام” الفلسطينية اليومية.

صدر له العديد من الكتب ما بين الرواية والسيرة والنقد والقصة القصيرة، منها: “المنفى يا حبيبي”، و”طريق إلى البحر”، و”ثلاث علامات في الرواية الفلسطينية”، و”رائحة الصيف”، و”منازل القلب – كتاب رام الله”، و”عصفور الشمس”، و”سيرة الظل”، و”ديك بيروت يؤذن في الظهيرة”، و”سرير المشتاق”، وأخيراً “سوداد: هاوية الغزالة”، وأطلقت في معرض فلسطين الدولي للكتاب بدورته الثانية عشرة، وانتظمت في إطاره وقفة، حداداً على رحيله أمام مدخل المعرض، وندوة تأبينية في استذكاره.

المصدر: منصة الاستقلال الثقافية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى