في ضوء استمرار الحصار على قطاع غزة للعام السادس عشر على التوالي تبرز الحاجة الى اطلاق وتاسيس مبادرات محلية ذاتية الصنع وباياد فلسطينية من داخل القطاع لتلبي رغبات وحاجات عشرات الاف الشبان الذين يتسبب الحصار وعدم قدرتهم على السفر الى الخارج بالحد من فرص اشغال أوقات فراغهم وبالتالي ابقائهم في حالة خمول وجمود وكسل قد تدفعهم الى توجهات سلبية ومظاهر لم يألفها القطاع المحاصر من قبل.
جاءت خطوة صاحب أول مقهى ألعاب للواقع الافتراضي في غزة لتشكل عالمًا خياليًا من الحركة والموسيقى والرياضة للشباب الذين ترعرعوا تحت الحصار.
وقال فراس الخضري (صاحب محطة الواقع الافتراضي في مدينة غزة) هدا إن الشباب الذين يأتون إلى هنا يبحثون كثيرا عن واقع يعيشون فيه ويحقق احلامهم وتطلعاتهم.
ومع استبعاد فرص السفر لمعظم الناس بسبب إغلاق الحدود الذي فرضته إسرائيل ومصر لسنوات، أصبح عالم الإنترنت منفذا للشباب المتعطشين للترفيه والتسلية حتى الاستفادة من مشاريع حيوية.
ويحقق العالم الافتراضي الذي يتوغل من خلاله الشبان وسط محركات تكنولوجية متطورة فرصة الانتقال إلى مدن وأماكن مختلفة وجبال ومحيطات ومدن يستحيل على شبان وفتيات القطاع مشاهدتها على ارض الواقع ”.
ويشير تقرير نشرته وسائل اعلام دولية هذا الاسبوع ان ألعاب الحركة والقتال الافتراضية هي الأكثر شعبية بين الشباب، بينما تميل الشابات إلى الرياضة والموسيقى والسفر.
حيث قالت الفتاة نسرين شملخ (16 عامًا) “نظرًا لأننا محاصرون وصعوبة السفر والانتقال من مكان إلى آخر، فإننا نأتي إلى الواقع الافتراضي ونعوض كل هذه الأشياء ونعيشها في الواقع الافتراضي”.
والواقع الافتراضي هو تقنية حاسوبية تتضمن محاكاة بيئة حقيقية أو ثلاثية الأبعاد تعمل على نقل الوعي الإنساني إلى تلك البيئة ليشعر بأنه يعيش فيها، وقد تسمح له أحيانا بالتفاعل معها.
ويقدر سوق الواقعين المعزز والافتراضي بمبلغ 37.7 مليون دولار أميركي في عام 2022، ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 13.8% سنويا ليصل إلى 63.2 مليون دولار أميركي عام 2026.
ويعزى هذا النمو جزئيا إلى النمو في الصناعات الرئيسية التي تستخدم تكنولوجيا الواقعين المعزز والافتراضي، لا سيما الترفيه والرياضة، مثل كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022 الذي يقدم فرصا كبيرة لهذه التكنولوجيا.
وبمقدور هدا الواقع ان يقدم حلولا مؤقتة لشبان غزة للتسلية والترفيه اضافة لاشغال الشبان انفسهم بمجالات اخرى حقيقية مثل متابعة المونديال الحالي في قطر في الساحات والصالات اضافة لوجود اندية رياضية وشبابية واجتماعية ومراكز ثقافية عديدة في القطاع تسهم بتوفير فرص للشبان لقضاء اوقات فراغهم بما هو نافع ومفيد ولكن نظرا لمحدودية ورمزية هذه المؤسسات وعدم قدرتها على التفاعل مع المحيط الخارجي تضطر غزة يوميا الى ابتكار عشرات المبادرات واخر مبادرتها محاكاة الواقع الافتراضي الذي يحقق راحة نفسية للشبان والفتيات لكنه حتما لن يحقق لهم طموحاتهم وتطلعاتهم وامنياتهم بالكامل .