رياضة

عائلة فلسطينية تضم 32 فرداً تستعد لدخول موسوعة غينيس بممارسة الكاراتيه

أكملت عائلة فلسطينية مكونة من 32 فرداً من مدينة نابلس استعدادات دخولها موسوعة غينيس العالمية للأرقام القياسية بوصفها أول عائلة كبيرة تمارس رياضة الكاراتيه.

وتضم عائلة بشارات ستة رجال وخمس نساء و21 طفلاً، معظمهم يمارسون رياضات أخرى مثل السباحة وركوب الخيل والملاكمة.

ويجتمع أفراد العائلة عادة في صالة للألعاب الرياضية تابعة لها لعدة ساعات يوميا لممارسة الكاراتيه وتبادل الخبرات فيما بينهم.

ويقول عبد الله بشارات مدرب الكاراتيه لوكالة أنباء (شينخوا) إنه “من النادر أن تجد عائلة كبيرة تمارس مثل هذه الرياضة خاصة وأنها متعارف عليها بأنها قائمة على العنف”.

وذكر بشارات، وهو في الأربعينيات من عمره، أن عائلته أسست الفريق لممارسة رياضة الكاراتيه عام 1994.

في ذلك الوقت، بدأ الأمر فقط مع شقيقين اتبعا طريق والدهما الرياضي الذي كان مصارعاً في دولة الكويت عدة سنوات.

وبعد ذلك سرعان ما بدأ هذا الفريق في التوسع، وانضم إليه أشقاء آخرون، من بينهم عبد الله نفسه.

بالنسبة لعبد الله، وهو أب لأربعة أبناء، كانت هذه مجرد هواية، لكن سرعان ما تحولت إلى روتين يومي بالإضافة إلى مصدر دخل عندما أصبح مدربًا للكاراتيه، كما يقول.

ولم ترغب العائلة في التوقف عند هذا الحد، وتم وضع هدف جديد لها بنشر لعبة الكاراتيه بين الفلسطينيين وتشجيعهم على التعامل مع الرياضة كعادات لا هوايات.

وكان هذا هو السبب الذي دفع أمين بشارات الابن الأكبر للعائلة، لافتتاح ناد رياضي خاص به حيث يقوم بالتدريب العام لجميع الأعمار من كلا الجنسين.

ويقول بشارات (45 عاما) وهو أب لخمسة أبناء لـ(شينخوا): “خطرت لي الفكرة بعد أن رأيت الآثار الإيجابية المتعددة التي جلبتها ممارسة الرياضة على عائلتي”.

ويضيف: “بعد ممارستنا للرياضة بمختلف أنواعها، أصبحنا أكثر قدرة على الانضباط والاستقرار العاطفي وإدارة الذات، وتمكنا من التخلص من الطاقة السلبية التي نعاني منها نتيجة الظروف المعيشية الصعبة”.

ويعاني الفلسطينيون من أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، مما أثر سلباً على وضعهم النفسي لسنوات طويلة بفعل الاحتلال الإسرائيلي وتدهور ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية.

ويقول بشارات: “لا أحد يستطيع أن ينكر أن الجيل الجديد مشغول بالتفكير في كيفية الهروب من واقعنا الرهيب، فقد أصبحوا قلقين ويضيعون وقتهم في اللعب على الهواتف المحمولة دون فهم الأضرار التي تسببها لهم الصحة العقلية والجسم”.

ويعتقد بشارات أن تغير القيم والمفاهيم والسلوكيات المجتمعية بسبب الظروف التي يعيش الفلسطينيون فيها كان سبباً رئيسياً لتراجع التنمية المجتمعية والتقدم.

ويضيف أن “المجتمع القوي يحتاج إلى أشخاص أقوياء يتمتعون بعقول سليمة وأجسام سليمة”، مشيراً إلى أنه مع أشقائه قرروا تحمل مسؤوليتهم تجاه مجتمعهم من خلال نقل خبرتهم إليهم.

ومع ذلك، فإن مهمة العائلة في خلق ثقافة رياضية لن تكون سهلة لأن معظم الفلسطينيين مشغولون بمعاناتهم المستمرة بحسب خبراء في الطب النفسي.

لذلك قرر بشارات وأشقاؤه الدخول في مسابقة موسوعة غينيس كي يكونوا قدوة للأسر الفلسطينية في ممارسة الهوايات المفضلة حتى في ظل أصعب الظروف.

وتقول شذى بشارات شقيقة أمين لـ(شينخوا) إن توحدهم في ممارسة الرياضة جعلهم أصحاب توجه في المجتمع حيث يطلب منهم الكثير من الناس تعليمهم كيف يمكنهم تبني ثقافة رياضية مماثلة.

وتعرب شذى الأم لأربعة أطفال البالغة (38 عامًا) عن سعادتها لأنهم حققوا في النهاية ما يعملون من أجله لأكثر من 20 عامًا.

وتشدد على أن “الأسرة أساس المجتمع، فإذا صلحت الأسرة فإن المجتمع سيصلح أيضاً”.

وتقول: “مهمتنا أن نبني جيلاً جديداً قادراً على حب نفسه ومجتمعه ووطنه كي يصبح مفيداً له، ولن يتم ذلك طالما بقي الجيل الجديد حبيس الهواتف النقالة والتكنولوجيا ومنغمساً في الأزمات الداخلية المتتالية”.

وتضيف: “يجب أن نمنع أطفالنا من الغرق في الأزمات اليومية، وأن نبعدهم عن وسائل التواصل الاجتماعي التي تتيح لهم التعرف على كل الأخبار المحبطة، وأن نستبدل ذلك بتشجيعهم على ممارسة الرياضة بأنواعها كونها تساعدهم على التنشئة كبشر عاديين”.

وحالياً تعمل شذى وستة من أشقائها كمدربين للكاراتيه، وتقول “نحن سعداء للغاية لأننا نجحنا في تدريب مئات الطلاب على ممارسة الكاراتيه، وكذلك تشجيعهم على تبني الرياضة في حياتهم كعادة”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى