انطلاق فعاليات موسم النبي موسى جنوب أريحا
أقيمت، اليوم الجمعة، الاحتفالية السنوية لموسم النبي موسى، وذلك في المقام الذي يحمل اسمه جنوب مدينة أريحا.
وبدأت الاحتفالية بانطلاق زفة البيرق من الطريق الموصل للمقام، بمشاركة الطرق الصوفية، والفرق الكشفية من مدينة أريحا.
كما قدمت فرق الأناشيد فقرات من المديح النبوي، تلا ذلك إقامة شعائر صلاة الجمعة.
وبين مدير مقام النبي موسى الشيخ نوح الزغاري، أن الاحتفالية هذا العام اكتسبت طابعا خاصا بحكم انتشار وباء “كورونا”، حيث ارتأت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن تنظم احتفالية بسيطة، اتباعا لإجراءات الوقاية والسلامة والحد من احتشاد وتجمهر المواطنين، الأمر الذي قد يعود بآثار سلبية صحيا على المجتمع الفلسطيني.
وأضاف الزغاري أن الموسم التقليدي الذي يقام منذ عهد صلاح الدين الأيوبي، يأتي للتأكيد على أن المقام يمثل موقعا تاريخيا إسلاميا يتوجب المحافظة عليه.
وقال: “الموسم هو إرث من التقاليد والعادات التي ما زال شعبنا الفلسطيني يحييها في شهر نيسان / أبريل في موسم النبي موسى عليه السلام، وتثبيتا لهذا المكان على أنه موقع تاريخي للفلسطينيين فقط الحق فيه، وبالتفاف أبناء شعبنا والاستمرار في زيارته نؤكد ارتباطنا بهذا الصرح المعماري والحضاري”.
وأشار إلى أن إحياء الفعاليات في مقام النبي موسى يعكس ارتباط الناس في هذا الموقع دينيا وتاريخيا، مؤكدا أن الصلوات كافة بما فيها الجمعة تقام في المقام إضافة للاعتكاف، كما أن الزيارات إليه لا تتوقف على مدار العام من مختلف المناطق الفلسطينية.
من جانبه، قال رئيس المجلس الصوفي الأعلى عبد الكريم نجم، إن انطلاق فعاليات موسم النبي موسى تتزامن هذا العام مع إحياء الذكرى المئوية الأولى لانطلاقة الحركة الوطنية الفلسطينية، حيث في الرابع من نيسان / أبريل 1920 انطلقت شرارة الحركة في مواجهة مع قوات الاحتلال البريطاني، التي حاولت منع إقامة فعاليات موسم النبي موسى من خلال محاولة منع دخول الطرق الصوفية إلى بيت المقدس تمهيدا لانطلاقهم إلى المقام من أجل تنظيم الاحتفال السنوي، الذي يمتد تاريخه منذ زمن صلاح الدين الأيوبي.
وأشار إلى أنه وعلى مدى 700 سنة، استمر الموسم قائما حتى احتلال إسرائيل لفلسطين، وتم إعادة الفعاليات بعد نشأة السلطةالوطنية الفلسطينية، مشددا على أن الفعاليات التي تقام في موسم النبي موسى في الجمعة الثانية من شهر نيسان / أبريل في كل عام، ليس لها أي بعد ديني، وإنما ارتباط وطني وروحي.
وأضاف: “ابتدع هذا الموسم القائد صلاح الدين الأيوبي، وذلك بعد أن عقد اتفاقية مع الملك البريطاني ريتشارد الأول في صلح الرملة، وكان الهدف من هذه المواسم (موسم النبي موسى، وموسم النبي صالح، وموسم النبي روبين) أن يخرج الشعب الفلسطيني بمواعيد محددة تتزامن مع قدوم وفود الحج المسيحي إلى فلسطين”.
وشدد نجم، على أن النبي موسى يمتلك مكانة خاصة عند أبناء الرسالة المحمدية وأبناء الطرق الصوفية على وجه الخصوص، حيث يعتقد كثير من الصوفيين أنه مدفون في المقام الذي يحمل اسمه.
ويحتفل المسلمون في شهر نيسان/أبريل من كل عام بموسم النبي موسى عليه السلام، ويؤمون المقام والمسجد المنسوب إليه والذي يقع على طريق القدس/أريحا.
وسن هذا الموسم البطل الإسلامي صلاح الدين الأيوبي رضي الله عنه، والذي أخذ برأي مستشاريه في إحياء هذا الموسم وغيره من المواسم في بلاد فلسطين لإظهار قوة المسلمين، وكان ذلك بعد تحرير القدس من أيدي الفرنج عام 583هـ/1187م.
وشيد البطل صلاح الدين جزءاً من المباني القائمة في مقام ومسجد النبي موسى، ثم جاء الظاهر بيبرس وبنى قبة المسجد عام 668هـ/1265م، وأوقف عليه الكثير من العقارات والأراضي ومنها مدينة أريحا والأراضي الممتدة إلى الجفتلك وعدة قرى ومواقع منها أراض في صور باهر.