منح جائزة محمود درويش للإبداع 2021 لمحمد بكري ورشيد قريشي وهنري لورانس
أعلن الدكتور زياد أبو عمرو، رئيس مجلس أُمناء مؤسسة محمود درويش، مساء اليوم الأحد، أسماء الفائزين بجائزة محمود درويش للإبداع في دورتها الثانية عشرة للعام ٢٠٢١، وذلك في ذكرى ميلاد الشاعر محمود درويش؛ يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية، وهم كلٌّ من: المخرج السينمائي الفلسطيني محمد بكري، والخطاط الفنان التشكيلي الجزائري رشيد قريشي، والباحث والمؤرخ الفرنسي هنري لورانس.
وقال أبو عمرو، في كلمة له بثها تلفزيون فلسطين: في هذه المناسبة من كل عام تنظم مؤسسة محمود درويش احتفالاً عاماً، احتفاءً بذكرى ميلاد محمود درويش، ويوم الثقافة الوطنية، ولكن بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، والمتمثلة بالإغلاقات التي تفرضها علينا جائحة كورونا، فإن المؤسسة تكتفي هذا العام بالإعلان عن الفائزين بالجائزة، وأصدرت البيان الصحافي التالي:
“في ذكرى ميلاد الشاعر محمود درويش؛ يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية الذي يصادف الثالث عشر من شهر آذار من كل عام، تواصل مؤسسة محمود درويش، للعام الثاني عشر على التوالي، احتفاءها السنوي بالإبداع على كل مستوياته.
في هذا العام، يسرّ المؤسسة الإعلان عن الفائزين بجائزة محمود درويش للإبداع في دورتها الثانية عشرة- 2021، وهم كلٍّ من: المخرج السينمائي الفلسطيني محمد بكري، والخطاط الفنان التشكيلي الجزائري رشيد قريشي، والباحث والمؤرخ الفرنسي هنري لورانس.
وقد عقدت لجنة جائزة محمود درويش للعام 2021 اجتماعاتٍ عدة برئاسة د. واسيني الأعرج، وعضوية كلٍّ من الأساتذة: شكري المبخوت ود. نبيه القاسم وديمة الشكر وزهير أبو شايب، كما اعتمدت مقاييس من أجل تحكيمٍ موضوعيّ وعادل، يحفظ قيمة الجائزة والاسم الذي تحمله، وهي:
أولاً: الحضور الثقافي الفعال للشخصية المقترحة للجائزة، وإشعاعها عربياً وعالمياً.
ثانياً: الإسهام في الحركة الثقافية الفلسطينية والعربية والعالمية.
ثالثاً: الدفاع عن قيم الحق والحرية والعدالة، ميدانياً أو من خلال المنجز الثقافي، إبداعياً أكان أم فكرياً.
وفي اجتماعها الأخير الذي عُقد يوم السبت 30 كانون الثاني 2021، وبعد نقاش استغرق وقتاً طويلاً، نظراً لقيمة كل المرشحين، بحرية وديمقراطية، وتجرّد كلي، استقرت بالإجماع على القائمة الفائزة بجائزة محمود درويش للإبداع في الدورة الثانية عشرة للعام 2021، بناء على المقاييس التي اعتمدتها.
وفي مسوغات منح الجائزة لهذه الدورة، أشارت لجنة الجائزة إلى ما يلي:
الفائز الفلسطيني: المخرج السينمائي محمد بكري، لجهوده السينمائية والتوثيقية للقضية الفلسطينية، والنضالية بالخصوص في فيلمه “جنين.. جنين” الذي يوثق مجزرة مخيم جنين خلال اجتياح نيسان 2002. دافع فيه عن الحرية كقيمة إنسانية، والحق الفلسطيني في الحياة. وأبرز في فيلمه التوثيقي جانباً مهماً من المقاومة الباسلة للشعب الفلسطيني في مواجهتها وحشية الاحتلال، وفضح الفعل العسكري الإجرامي، المسلط على الشعب الفلسطيني. وقد حظرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الفيلم، وحذفت روابطه من شبكات التواصل الاجتماعي، وصادرت جميع نسخه. وتأتي الجائزة اعترافاً بالجهد الفني والثقافي الذي بذله المخرج، وتضامناً مع نضال الشعب الفلسطيني ومع المخرج البكري الذي يتعرض للمضايقات والتهديد بالمتابعة القضائية العسكرية.
الفائز العربي: الفنان التشكيلي رشيد قريشي، لعمله الجبار في استعادة كل ما هو إنساني من خلال الفن والتشكيل واللون. رشيد قريشي فنان تشكيلي، وشخصية ثقافية عربية وعالمية. شكلت القضية الفلسطينية واحدة من اهتماماته الجوهرية. ارتبط فنه بروحانية إنسانية عالية، لم تمنعه من أن يكون حاضراً في القضايا العربية والإنسانية الكبرى مناصراً ومدافعاً عن الحق، ومنها قضية فلسطين، التي جسدها في أكثر من عمل من أعماله الفنية الكبيرة الموجودة في المتاحف العالمية. ربطته علاقة صداقة كبيرة مع محمود درويش. فنقل روح قصائده في شكل لوحات كبيرة في معرض متحرك تنقّل عبر المدن العربية والعالمية، أبرزت القضية الفلسطينية من خلال الفن التشكيلي الذي حوّله الفنان إلى جزء من الدفاع عن الجذور والذاكرة الفلسطينية الغنية.
الفائز العالمي: هنري لورانس، اختارته اللجنة للجائزة لموضوعية أبحاثه ولارتباطه بالقضايا العربية وقضية فلسطين تحديداً. هنري لورانس باحث ومؤرخ فرنسي كبير بكوليج دو فرانس. اتسم بالأكاديمية والصرامة في تتبُّعه الحقيقة التاريخية خارج الصراعات الإيديولوجية والسياسية الاختزالية. جهده العلمي الكبير غير منفصل عن تحولات العصر سياسياً وحضارياً، والدور العربي فيه. اختص هنري لورانس في العالم العربي عموماً، وفي القضية الفلسطينية تحديداً، وأنجز أبحاثاً كثيرة اهتمت كلها بمشكلات العالم العربي والإسلامي. أشرف على الكرسي الجامعي الخاص بالعالم العربي الذي أسسه في 2003 بكوليج دو فرانس. وكان من ثمرات جهوده الأكاديمية كتابه الضخم “قضية فلسطين” (خمسة مجلدات) الذي يُعدُّ اليوم، مع كتابه الأخير “أزمات الشرق” (مجلدين)، مرجعاً تاريخياً مهماً لفهم تحولات القضية الفلسطينية والشرق الأوسط.
في هذه المناسبة، تؤكد مؤسسة محمود درويش أهمية دور المبدعين فلسطينياً وعربياً وعالمياً، ولذلك ارتأت المؤسسة، منذ انطلاقها، ألا تقتصر الجائزة على المبدعين الفلسطينيين فقط، وأن تشمل أيضاً المبدعين العرب والعالميين، انحيازاً لفكر محمود درويش الإنساني وإصراره على تعميم قِيَم الحياة النبيلة والإبداع والحرية والعدالة في مواجهة العنصرية والظلم والاستبداد”.