أعلن وزير الثقافة عاطف أبو سيف، اليوم السبت، الموسيقار باتريك لاما، شخصية العام الثقافية للعام 2021.
وقال أبو سيف في بيان صحفي، لمناسبة يوم الثقافة الوطنية الذي يصادف يوم ميلاد شاعر فلسطين الكبير الراحل محمود درويش، إن منجزات لاما الموسيقية كان لها دور كبير في التأكيد على الهوية الوطنية الفلسطينية وعمق ارتباط شعبنا بأرضه، خاصة الأوبيرا الشهيرة “كنعان”.
وأضاف ان اختيار لاما هو انحياز للمثقف الذي يعرف الدور المنوط به في سرد حكاية شعبه وفي توظيف الفن والإبداع للدفاع عن حقوقه.
الموسيقار باتريك لاما مؤلف موسيقي وعازف بيانو من مواليد مدينة القدس عام 1940، بدأ تكوينه الموسيقي مع والده، أوغستين لاما، مؤلف وعازف الأورغ في كنيسة القيامة في القدس، كما درس آلة البيانو مع مرسيل كيامبي في الكونسرفاتوار الوطني للموسيقى في باريس، ثم في مدرسة مارغريت لونك في باريس أيضًا، وأخذ دورات تأليف مع الأستاذ هنري ديتيليه في دار المعلمين للموسيقى في باريس.
ألف لاما عدة مقطوعات موسيقية وغنائية، إضافة إلى تلحين أعمال أوركسترالية، ومن أعماله التي لاقت صدى عالميًّا واسعًا: أوبرا كنعان المرتكزة على نصوص أوغاريتية غنيت باللغة العربية الفصحى لتكون بذلك أول أوبرا تغنى بهذه اللغة وقد عُزفت في ألمانيا، ومن مؤلفاته أيضًا كتاب “الموسيقى الشعبية الفلسطينية” الصادر عن دار نشر تيموانياج كريتيان في باريس عام 1983 باللغة الفرنسية، كما شارك في تأليف كتاب “الثقافة الفلسطينية” الصادر عن دار نشر سيكومو في باريس العام 1981 باللغة الفرنسية، إضافة إلى نشر العديد من الأبحاث الموسيقية في الصحف والمجلات، كذلك ساهم في مشروع تنويط الأغاني الشعبية الفلسطينية الذي أشرف عليه مركز الفن الشعبي في البيرة.
التحق باتريك لاما مبكرًا في العمل الوطني الفلسطيني، فكان من أوائل المؤسسين لفرع الاتحاد العام لطلبة فلسطين في سنوات الستينيات في فرنسا، ولم يكن يتجاوز حينها عدد الطلبة الفلسطينيين في باريس الثلاثين طالبًا، كذلك نشط في إطار حركة فتح في باريس مع الرعيل الأول ومنهم: الشهيد محمود الهمشري، الشهيد عز الدين القلق، داوود تلحمي، جورج وحنا أبو سعدة، رهيف وشفيق المالكي، وسلمان الهرفي وآخرين، وكان أول من دعا لضرورة التمثيل الرسمي الفلسطيني في فرنسا على إثر المظاهرات الطلابية التي عمّت باريس العام 1968.
قلده الرئيس محمود عباس، وسام الثقافة والعلوم والفنون، تقديرًا لإبداعاته الفنية في مجاليْ التأليف الموسيقي والعزف على البيانو، وتثمينًا لجهوده القيمّة في تكريس الهوية الفلسطينية عبر مؤلفاته الموسيقية الغنائية القائمة على شعر محمود درويش.
ويحتفل شعبنا الفلسطيني اليوم، بيوم الثقافة الوطنية الذي يصادف يوم ميلاد شاعر فلسطين الكبير محمود درويش.
وقالت وزارة الثقافة، إن يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية يمثل مرتكزًا أساسيًّا من مرتكزات الفعل الثقافي الوطني الفلسطيني من خلال ما تمثله الرّواية الفلسطينية، ومن خلال ما تؤصله الحكاية الراسخة في ذاكرة الأجيال المتوارثة منذ أن بزغ نجم الحياة على أرضنا الرابضة بين الماءَيْن، لتؤكد رواية الحق والعدل والمقاومة لرواية النقيض والكذب والتزوير والتّدليس.
وأضافت: في هذا اليوم نحتفل بالمنجر الثقافي والمعرفي والتراثي الفلسطيني بما أبدع شعبنا على هذه الأرض وعنها في المتاح من الجغرافيا أو في ربوعها أو في الشتات القصري واللجوء القهري، لنتذكر من خلدوا فلسطين وأهلها والحياة فيها.
من جانبه، أكد أبو سيف أن الوزارة ستنظم سلسلة من الفعاليات المختلفة في الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي الـ48 والشتات احتفالا بهذه المناسبة على مدار أسبوع، آخذة بعين الاعتبار التدابير الوقائية والصحية الواجبة بسبب جائحة “كورونا”.
وقال: إن الغاية من هذه الفعاليات تأكيد ما قام به المثقفون من دور في إسناد كفاح شعبنا عبر تخليد مقولات وأفكار كوكبة من كبار المبدعين الفلسطينيين على مدار قرن من الزمن وتنظيم معارض فن تشكيلي وندوات ولقاءات حول الثقافة والآداب والفنون الفلسطينية.