كتب محمد عطايا: منذ فترة، وقبل اصدار المراسيم الخاصة بإجراء الانتخابات العامة، يدور الحديث عن تشكيل قائمة موحدة بالتوافق بين حركتي فتح وحماس طرفا الانقسام المستمر منذ 14 سنة لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة، وبمشاركة من يرغب من الفصائل الاخرى.
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح روحي فتوح وعضو لجنة الحوار مع حركة حماس قال ان هذا الخيار مطروح للنقاش ولكنه حلم ليس سهل المنال.
د. ناصر القدوة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عبر عن موقفه الداعم دائماً لكافة أشكال الوحدة الفلسطينية، ورفضه لما يسمى بالقائمة المشتركة بين فتح وحماس، لأنها غير ديمقراطية ولأنها تتجاهل كل ما حدث في السابق ولأنها غير ممكنة سياسياً، وأخيراً تفوح منها رائحة الانتهازية والمصالح الشخصية على حساب مصالح الشعب. وأضاف أن قائمة مشتركة بين فتح وفصائل منظمة التحرير أمر ممكن ويجوز بحثه. وتمنى لمصلحة الوطن ولمصلحة هذه الفصائل أن تخوض الانتخابات سوية مع بعضها البعض كتيار وطني يساري لديه موقف ومطالب مختلفة.
الناطق باسم حركة “حماس” د.عبد اللطيف القانوع صرح مساء الأحد 17.1.2021، أنّ الخطوة الثانية بعد إصدار المراسيم هي مناقشة كيفية تنفيذ الانتخابات وآلياتها، وذلك عبر الحوارات الوطنية مع كل الفصائل، وسنعمل مع الكل الوطني لإنجاحها وتذليل كافة العقبات.
موقف حركة فتح واضح فهو يحمل اكثر من رأي، فيما يبقى موقف حماس مستعدا لكل الاحتمالات، أما بقية الفصائل فهي رحبت بإجراء الانتخابات ولكنها غير مستعدة ويبدو أنها تبحث عن الشكل المناسب للمشاركة.
الشعب لم يتفاجأ بنبأ اصدار المراسيم وتنوعت التعليقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن المؤشر المهم ما اعلنته لجنة الانتخابات المركزية عن حجم الزيارات لموقعها الالكتروني، بهدف فحص البيانات او تعديلها، وان اكثر من 33 ألف مواطن سجلوا للانتخابات خلال ثلاثة أيام “حتى مساء يوم 18.1.2021″، وتم ذلك بشكل طوعي ودون حملات توعية او فتح مراكز تسجيل الناخبين. ووفقا لخبراء فان عدد الناخبين الجدد الذين سيحق لهم التصويت في الانتخابات القادمة قد يتجاوز ال 200 الف ناخب، ووفقا لقانون الانتخابات الجديد فان هذه الاصوات ستحدد مصير قرابة 20 مقعدا من اصل 132 مقعد هي مجموع مقاعد المجلس التشريعي، في ظل توقعات بنسبة تصويت عالية ستشهدها الانتخابات التشريعية المقبلة وصعوبة حسم توجهات الناخبين الشباب والذين سيدلون بأصواتهم لأول مرة.
من الواضح ان الشعب متعطش للانتخابات، وربما خياراته واضحه، وبذلك قد يكون سبق الاحزاب والفصائل وهو ينتظر يوم الاقتراع ليقرر من سيتحدث باسمه ويمثله مستقبلا.
يبقى السؤال هل ستنتبه الفصائل والاحزاب الفلسطينية لهذا التعطش، وتقدم قوائم بشخصيات يمكنها اعادة استنهاض ألقها، ام ستجد نفسها في مواجهة ذاتها، وقوائم مستقلة تعبر عن حركات مجتمعية وخيارا اخر للناخبين الراغبين بالتغيير، أم أن نتيجة الانتخابات ستعيد انتاج نفس المشهد وتعطيه الشرعية المفقودة فقط.