أثار إقدام عدد من المزارعين في عدة قرى بشمال الضفة الغربية، وتحديداً في محافظة طولكرم، على إتلاف كميات من محصول الخيار والباذنجان بسبب تدني أسعار هذه الخضروات، ردود فعل غاضبة لدى بعض الأوساط، كون هذا الفعل يتناقض مع روح التعاون والتعاضد بين فئات الشعب الفلسطيني الذي يعتبر مجتمعه بشكل عام فقيراً، والعديد من العائلات تحتاج إلى أي مساعدة ممكنة أو متاحة.
وأظهرت صور تمّ تناقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونقلتها بعض وسائل الاعلام، تظهر قيام أشخاص بإلقاء كميات من الخضار على الأرض.
وحسب العديد من المزارعين، فإن أسباب انخفاض سعر الخيار والباذنجان بالتحديد يعود إلى الإغلاق الذي نفذته سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضمن إجراءات مكافحة كورونا، حيث لم يتسنَّ للمزارعين أن ينقلوا إنتاجهم إلى المناطق الاسرائيلية من جهة، وذلك بالتزامن مع استيراد هذه الأصناف من تركيا والأردن إلى إسرائيل، فضلاً عن إغلاق المحافظات الفلسطينية وصعوبة التنقل بين المحافظات، وانقطاع الأمطار منذ ثلاثة أسابيع وسطوع الشمس بقوةٍ ما سرّعا في نضوج المزروعات بشكل كبير، وزادا من الكميات المنتجة، وبالتالي هبطت أسعارها.
ويشيرون إلى أن محصولهم من الخيار لم يورد إلى الأسواق المركزية في الضفة الغربية بسبب ارتفاع تكاليف نقلها، وانخفاض أسعارها في الوقت ذاته.
وأدى انخفاض سعر الخيار إلى خسائر باهظة للمزارعين الذين طالبوا بتعويضهم عن خسائرهم.
وقال جمال عوض، وهو صاحب محل لبيع الخضروات والفواكه في بيت لحم، إن سعر كيلو الخيار الواحد أصبح بثلاثة شواقل بعد ان كان بسبعة شواقل، ولكن بالتأكيد فإن سعر الجملة أرخص من ذلك بكثير، فبعد أن كانت الكرتونة الواحدة من الخيار تباع قبل أُسبوعين بـ60 شيقلاً، أصبحت الآن بعشرة شواقل وفيها نحو 10 كيلوغرامات، وهذا ينسحب أيضاً على الباذنجان.
وأعرب عن رفضه قيام المزارعين بإتلاف محصولهم حتى لو كانت الخطوة بغرض الاحتجاج، ولنقل رسالتهم بأنهم يواجهون ضائقة ما، وقد سمعت الكثير من المواطنين يقولون إنه لو أقدم هؤلاء المزارعون على التبرع بها أو حتى بيعها بسعر أقل للناس، فإن هذا سيكون أفضل بكثير لهم وللآخرين من إتلافها بهذه الطريقة.
وقال المواطن رأفت حساسنة: “من أساء للنعمة سيُحرم منها، وعمل الخير للآخرة والفقراء أولى بكثير مما قام به بعض المزارعين”، فيما عبّر شادي الكامل عن رأيه إزاء ذلك بالقول: “كان بإمكانهم أن يحولوه إلى مخلل ويبيعوه، ولربما سيحصلون على أسعار أفضل”.
من جانبه، أشار نصر قمصية إلى أنه “رغم ذلك فإن أسعار الخضار لم تنخفض لدرجة أن يفكر البعض بمثل هذا العمل”.
وقال المواطن ماجد المصري متسائلاً: “إذا انخفضت الأسعار بعض الشيء فهل يحرُم على المواطن أن يتمتع بشيء من انخفاض الأسعار”.
وهذه ليست المرة الأُولى التي يُقدم فيها بعض المزارعين على إتلاف مرزوعاتهم، حيث سبق لعدد من المزارعين عام 2018 وأن أتلفوا أطناناً من الخيار للسبب ذاته.
نجيب فراج- القدس