الثقافة” و”هيئة الأسرى” تحتفيان بكتاب” رسائل إلى قمر” للأسير حسام شاهين
احتفت وزارة الثقافة وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الخميس، بإصدار كتاب “رسائل إلى قمر- شظايا سيرة” للأسير المقدسي حسام شاهين.
وتم الاحتفاء بإصدار الكتاب بحضور وزير الثقافة عاطف أبو سيف، ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر، وشقيقة الأسير نسيم شاهين وطاقم الوزارة والهيئة.
وقال وزير الثقافة في كلمته: “إننا نحتفي اليوم بمنجز إبداعي كتبه المناضل الأسير حسام شاهين، من خلال وقائع حطّمت قضبان الزنزانة، وصارت رسائل حملها إلى قمر لتكون سردية مختلفة وحكاية إبداعية مميزة، مشيراً إلى إن الكتابة فعل كفاحيّ تمامًا كمهمات كلّ الذين قاتلوا وناضلوا واستشهدوا وكتبوا بدمهم رسائل الحياة من أجل أن نحيا”.
وأضاف: إن الفلسطيني لا يمكن أن يقهر، وجدران السجون لا يمكن لها أن تقتل عقول، فالاحتلال أراد تحويل المعتقلات لمقابر إلا أن أسرانا حولوها لأكاديميات وقلاع تجسد معاني الصمود والتحدي والنضال.
وأكد الوزير أبو سيف أنه لا يمكن للثقافة الوطنيّة الفلسطينية أن تكتمل في سياقات مواجهتها مع النقيض دون أن تكون رواية أدب المعتقلات التي توثّق مرحلة إبداعيّة نضالية وأدبية أسِسَت من خلال تجارب حقيقية صقلتها إرادة المبدعين الأسرى الذين كتبوا بزمنهم حكاية الحرّية والكفاح من أجلِ أن تتحقق حرّية شعبنا وإقامة دولتنا الحرة وعاصمتها القدس.
فيما تحدث اللواء أبو بكر في كلمته عن كتاب “رسائل إلى قمر” وهو عبارة عن رسائل كتبها الأسير من داخل زنزانته إلى الطفلة قمر ابنة صديقه الذي اعتقل في منزله في العام 2004، مؤكداً أن أدب السجون وإبداعات الحركة الأسيرة تحمل في طياتها معاني الحياة والقيم الإنسانية والحرية والصمود والتضحية والانتماء والإرادة والتحدي، وتتضمن عمق المشاعر الإنسانية والأمل والحياة.
وأضاف: إن هيئة شؤون الأسرى والمحررين تسعى جاهدة لترجمة ونشر الكتب التي تكتب من داخل السجون وتوزيعها على دول العالم، مؤكدا أن دولة الاحتلال حاولت أن تخلق من المعتقلات مقابر للأحياء، وتجهيل الشعب الفلسطيني بالإرهاب، لكن الأسرى وإيمانهم العميق بعدالة قضيتنا الوطنية الفلسطينية خلقوا من هذه السجون والمعتقلات مدارس ثورية وجامعات.
وكتب الأسير شاهين كلمة من داخل معتقل نفحة الصحراوي، ألقتها نيابة عنه شقيقته، قال فيها: “أحييكم بتحية فلسطين الوطن، والقدس العاصمة، وأنقل إليكم تحيات الأسيرات والأسرى، وكلنا أمل أن تجمعنا سماء الحرية في القريب العاجل، اسمحوا لي في البداية أن أشكركم على هذه اللفتة الطيبة التي تعني لي الكثير على المستوى المعنوي، وتعني الكثير للحركة الأسيرة على صعيد الاهتمام والمساندة، فأن يبادر وزير الثقافة مشكوراً إلى حشد هذا الجمع بالتعاون مع بقية المؤسسات المعنية بقضايا الأسرى، لهو دليل حي على إيلاء أدب السجون المكانة التي يستحقها كجزء أصيل من المنظومة الثقافية الفلسطينية، وبما أن الأسر يعني مصادرة أعمارنا، أي نحن المأسورين، فإنني أرغب بمخاطبتكم انطلاقا من هذه الرؤية “الزمكانية” للواقع المرير الذي يُخلفه الاحتلال في داخل السجون وفي خارجها.
وأضاف: “أعلم جيداً أن الكتابة لا تستطيع أن تمنحنا القدرة على استرجاع الماضي، لكنها تمنحُنا المقدرة على استلهام التجربة عبر إيحاءات حسية خارج هيمنة الزمن، مما يحرر الفكرة من قيود العقل ويجعلها صالحة لكل زمان ومكان.
وتابع: “الحاضر ليس نسخة عن الماضي، كما أنه لا يمكن أن يكون صورة للمستقبل، فالعقل البدائي فقط هو الذي يطابق بين الحاضر والماضي ويعجز عن الفصل بينهما، الأمر الذي يعيق التقدم والإبداع ويُعطل وظيفة الحاضر كممر حُر لعبور الأفكار وتداولها وتطورها في سياق تدفق الزمن المحموم باستمرار نحو الأمام”.