لم تعد أسواق البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة كما في السابق، حيث فرغت من المتسوقين، وخفتت أصوات الباعة فيها، ليحل مكانها الصمت والركود والكساد التجاري الذي تسببت به إجراءات الاحتلال العنصرية بحق المقدسيين.
ويواجه تجار القدس كارثة حقيقية وظروفا اقتصادية صعبة بسبب سياسة الاحتلال في التضييق عليهم بذريعة “فيروس كورونا” من جهة والأعياد اليهودية من جهة أخرى.
ومنذ سنوات بدأ الوضع الاقتصادي في المدينة المقدسة بالتدهور، لكنه ازداد سوءا عند إعلان ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال، فيما أدى انتشار فيروس كورونا لتدهور الأمر في ظل حالة الطوارئ وإغلاق المدينة وبلدتها القديمة بشكل مستمر.
مخالفات مرهقة
يقول أحد التجار العاملين في أسواق القدس إن الاغلاق المستمر للأسواق في القدس يؤثر بشكل سلبي واضح على الحركة التجارية، خاصة أن ما يجنيه التاجر المقدسي لا يكفي قوت يومه.
وتساءل التاجر: ” إذا كان التاجر المقدسي لا يحتمل إغلاق السوق مدة 3 أيام، فما بالكم إذا تم اغلاقه 3 أسابيع، وكل من يخالف تعليمات الاحتلال بالإغلاق يعرض نفسه لمخالفة تصل إلى 5000 شيكل لا يملك التاجر دفعها”.
إغلاق يستهدف المقدسيين
ويرى تاجر آخر أن أسواق القدس تعتمد كليا على السياحة وأن وباء كورونا كان سببا أساسيا في تدمير الاقتصاد المقدسي.
وقال:” حجم التضييق على التجار المقدسيين كبير جدا، فقط مصالحهم هي التي تستهدف فالإغلاق عادة لا يشمل مصالح الاحتلال بقدر ما يهدف للتضييق على التاجر المقدسي بوجه خاص، فأي مبلغ كان التاجر المقدسي يحتفظ به لوقت معوزته اضطر لصرفه بسبب ظروف وباء كورونا”.
وتعتبر الأسواق في البلدة القديمة من مدينة القدس واحدة من أبرز معالمها، وفي معظمها تجاور الحرم القدسي الشريف، وأصبحت جزءا من أسواره.
وأسواق القدس شوارع صغيرة على جوانبها محال تعتليها منازل مقببة الأسقف، وعلى نوافذها مشربيات خشبية، وفي كل شارع طويل تستقر محال تجارية تبيع نفس النوع من البضائع، ويطلق عليها اسم البضائع التي تبيعها.
ويعود تاريخ هذه الأسواق إلى عهود إسلامية مختلفة، وحدِّثت في العهود المتتالية، وبقيت حتى سقوط المدينة كاملة تحت الاحتلال الإسرائيلي حيث طمس بعضها، وبني مكانها الحي اليهودي.
ومن أشهرها سوق العطارين واللحامين وباب القطانين وسوق الحصر والبازار وباب السلسلة والخواجات وباب خان الزيت وغيرها.