العامةشباب

رياديون في مجابهة الاستيطان

يجابه العشرات من طلبة جامعة القدس المفتوحة، منذ مطلع العام الجاري، غول الاستيطان والضم الذي يزحف نحو أراضي الأغوار، بمبادرات فردية وجمعية خلاقة تستهدف إقامة مشاريع زراعية عليها، تشكل بتنوعها درع حماية، وإحداث تنمية مجتمعية مستدامة، وأكثر من ذلك تعزيز صمود المواطنين في الأغوار وتثبيت وجودهم.

طلاب وطالبات رياديون لا تتجاوز أعمارهم (22 عاما)، تقدموا بطلبات استئجار أراضٍ في الأغوار، إلى مكتب جامعة القدس المفتوحة بمحافظة أريحا، للاستفادة من هذه المبادرة التي تعتبر الأولى من نوعها في فلسطين.

 مبادرة من بين عدة مبادرات نفذت في الأغوار منذ بداية العام 2020 لمواجهة سياسة الضم والاستيلاء على الأراضي، وهي استئجار أراضٍ وقفية في منطقة العوجا بالأغوار الوسطى، بـ20 دينارا للدونم الواحد لمدة عام، بالتشبيك بين وزارة الأوقاف الفلسطينية وجامعة القدس المفتوحة، برعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس، ورئيس الوزراء محمد اشتية.

محمود إبراهيم براهمة (22 عاما)، من مدينة أريحا، طالب منتظم ويعمل في مزرعة دواجن بأريحا، قال لـ”وفا”، إنه من أوائل الطلبة الذين تقدموا لاستئجار أراض في الأغوار، من أجل تأسيس مشروع تربية دواجن والحصول على دخل مادي مستقل.

براهمة الذي يدرس “أدب عربي” في الجامعة، واحد من بين عشرات الطلبة الذين تقدموا للتسجيل في المبادرة، اختار هذا المشروع من بين عدة مشاريع زراعية حيوانية وبرك اختيرت ضمن شروط المبادرة التي أعلن عن بدء تقديم طلباتها خلال الأسبوع الجاري.

وأظهرت معطيات تتعلق بالمتقدمين للمبادرة، توجه الطلبة لاختيار مشاريع تدر دخلا ماديا للاستفادة منها والحصول على وظيفة، كإنشاء مزارع النخيل والحمضيات، والمزروعات والخضروات التي يكثر نموها في الأغوار الوسطى.

وقال رئيس جامعة القدس المفتوحة يونس عمرو إن جامعة منظمة التحرير، جامعة القدس المفتوحة هي الجامعة الرائدة في محاربة الاستيطان عبر تثبيت الطلبة في الأغوار الفلسطينية، من خلال توفير التعليم لهم في طوباس وأريحا لمواجهة الاستيطان والتهجير، كذلك توفير التعليم لأبناء شعبنا في مسافر يطا والمناطق المهمشة المستهدفة من الاحتلال عبر 19 فرعا لها في مختلف أرجاء الضفة وقطاع غزة، إضافة لتوفير التعليم للأسرى القابعين في سجون الاحتلال.

وأضاف أن طلبة القدس المفتوحة هم رياديون في مجتمعاتهم، وهم أيضا يناضلون بعلمهم وبمبادراتهم الهادفة للتصدي للاحتلال الإسرائيلي، وهذه المبادرة ستشمل في المرحلة المقبلة طلبة الجامعات الفلسطينية الأخرى من سكان أريحا والأغوار.

وبين أن “القدس المفتوحة” وعبر ما تقوم به في هذا المشروع، تهدف لتوفير مصدر رزق لطلبتها إلى جانب تعليمهم، ما يخلق تكاملا مع أهداف القيادة الفلسطينية في تثبيت المواطنين على الأرض والتصدي للاحتلال والاستيطان.

مدير جامعة القدس المفتوحة في أريحا كمال سلامة، يؤكد أنها مبادرة وطنية أعلن عنها قبل نحو شهر للتقدم والحصول على 10 دونمات لكل طالب، تحقيقا لرؤية الحكومة الفلسطينية في دعم فئة الشباب وتأهيلهم من أجل الحصول على فرص عمل.

وأضاف: إن المرحلة الأولى من المبادرة ضمت 71 طالبا من الجامعة، وتم تقديم الطلبات إلى وزارة الأوقاف تمهيدا للعمل بها، حيث سيتم استقبال طلبات باقي طلبة الجامعات الفلسطينية في المراحل المقبلة.

وقال “إن الأراضي الوقفية التي تزيد عن 40 دونما، يحق لكل مواطن انطبقت عليه الشروط ان يستأجرها، سيما فئة الشباب من أجل التوسع الأفقي بالأرض عن طريق المشاريع الزراعية، بهدف تمكينهم وتحقيق رسالة ورؤية جامعة القدس المفتوحة في إحداث تنمية مجتمعية مستدامة.

وكيل وزارة الأوقاف حسام أبو الرب، أوضح أنه يجري الآن فحص الطلبات المقدمة لاستئجار الأراضي في المناطق المصنفة (سي) والمعرضة لانتهاكات ومطامع الاحتلال، من أجل تقديم تسهيلات للمواطنين تتناسب وطبيعة الأرض، وطبيعة الوضع المعيشي للسكان.

ولفت أبو الرب، أن توجيهات القيادة الفلسطينية والحكومة تدعم مثل هذه المبادرات التي تسهم بوقف المخططات الإسرائيلية المستمرة لتهويد الأرض وضم الأغوار وتخلق فرص عمل ومشاريع انتاجية للمستثمرين.

ويقول رئيس مجلس اتحاد طلبة الجامعة في أريحا عريب براهمة، إن المبادرة لاقت اهتماما كبيرا من قبل الطلبة، وشجعتهم على المحافظة على وتيرة اقتصادية ممكنة لتحقيق دخل مادي خاص لكل طالب، ومنفعة عامة في المحافظة على الأرض والدفاع عنها.

أمين سر شبيبة جامعة القدس المفتوحة بأريحا محمد نجوم من قرية العوجا، يقول إن هذه المبادرة واحدة من المبادرات التي أطلقها طلبة الجامعة منذ بداية العام، بهدف عمل نشاطات جماعية في الأغوار، من تنظيف نبعة العوجا، وتنظيم وقفات تضامنية ضد الاستيطان في الأغوار، للمساهمة في “إنقاذ” وحماية الأراضي من أي مشاريع استيطانية وتهويدية.

وتعمل وزارة الأوقاف بالتعاون مع جهات الاختصاص، على تسهيل تنفيذ مثل هذه المبادرات وفق الإجراءات القانونية المتبعة، امتثالا لرؤية الحكومة في تعزيز صمود المواطنين بالأغوار وتثبيت وجودهم.

وفا- نديم علاوي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى