وقفت ايمان الخطيب، أول امرأة محجبة انتخبت عضواً في الكنيست ضمن القائمة المشتركة، وبدا على محياها التعب والارهاق لتستقبل المهنئين من الرجال والنساء في قاعة للحركة الاسلامية في كفر كنا شرق الناصرة.
صافحت إيمان النساء فيما ردت على تحية الرجال بايماءة خفيفة من رأسها وبوضع كفها فوق صدرها.
لأول مرة تدخل أربع نساء فلسطينيات دفعة واحدة ضمن القائمة العربية المشتركة الكنيست بالإضافة الى امراة خامسة درزية من بني معروف ضمن قائمة “أزرق – أبيض” (كحول لفان) بزعامة بيني غانتس.
مثلت في الكنيست السابقة 28 امرأة بينهن اثنتان من القائمة المشتركة. ومع ارتفاع عدد الفائزات من القائمة المشتركة إلى أربع، صار عدد النساء في الكنيست 30 امرأة من بين 120 نائباً في الإجمال .
حصلت القائمة العربية المشتركة على 15 مقعداً في انتخابات 2 آذار الجاري، وهو أكبر انجاز منذ انتخابات الكنيست الأولى في عام 1949. وبلغ عدد الأصوات التي حصلت عليها أكثر من نصف مليون صوت.
وتضم القائمة المشتركة، مسلمين ومسيحيين ويهودياً واحداً ودرزياً، وهي تضم شيوعيين وقوميين وإسلاميين وليبراليين.
وأغضب إيمان الخطيب التي ترتدي الحجاب التركيز على حجابها مقابل تجاهل معرفتها التراكمية. وعن ذلك قالت “لا تجعلوا الحجاب حاجزا انظروا إلى قدرات صاحبة هذه الحجاب والاخلاق والعمل والمهارات والتوجهات”.
وقالت “يجب التعامل مع الانسان أولا كانسان وان لا ننظر الى مظهره الخارجي… هناك يهوديات متدينات كثيرات في الكنيست لم نسمع أي تعليق بشأنهن”.
وأوضحت أنها ستطرح في الكنيست “قضايا الأرض والمسكن والفقر وتهميش المرأة والعنف في المجتمع والعنف ضد النساء، وهي قضية حاضرة بقوة، وموضوع القرى البدوية غير المعترف فيها بالنقب”.
وإيمان الخطيب ياسين (54 عاما) متزوجة وأم لأربعة أولاد، وهي من عرابة البطوف في الجليل الأسفل، حصلت على درجة الماجستير تخصص الدراسات النسوية من جامعة تل أبيب.
وأشارت الخطيب الى أن ” 64% من الفلسطينيات محرومات من العمل ليس لانهن لا يردن العمل بل لعدم توفر مواصلات ملائمة.
فالمرأة العربية تحتاج أربع وسائل مواصلات للتنقل لعملها ولأن تخرج من بيتها في السادسة صباحا قبل ان تجهز اولادها للمدارس، وكذلك يخرج الرجل الى العمل في الرابعة صباحا. يجب طرح هذه القضايا على الطاولة في الكنيست.
وهذه الانتخابات هي الثالثة في غضون عام وفاز فيها اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو بأغلبية 58 مقعداً، وينقصه ثلاثة مقاعد حتى يتمكن من تشكيل حكومة.
ويحتاج ائتلاف غانتس الوسطي الذي حصل على 33 مقعدا وتحالف مع العمل وميرتس (7 مقاعد) إلى نواب حزب أفيغدور ليبرمان (7 مقاعد) والقائمة المشتركة (15 مقعداً) حتى يحصل على أغلبية تؤهله تشكيل حكومة.
واعلنت القائمة المشتركة على لسان رئيسها أيمن عودة نيتها إسقاط خطة ترامب عبر إسقاط عرابها نتنياهو.
وقال عودة: إن “القائمة المشتركة في صميم كل العمل السياسي في إسرائيل. لقد رفضنا كل إمكانية لإجراء مفاوضات سرية مع أزرق أبيض، وطلبنا أن يكون كل شيء على الطاولة، وهذا ما حدث”.
والأربعاء، مثلت عايدة توما عضو الكنيست الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة للتفاوض مع ممثلي “ازرق – ابيض” برفقة ممثلين عن الاحزاب الاخرى إمطانس شحادة وأحمد الطيبي ومنصور عباس.
وقالت بعد انتهاء الجلسة “إننا نحمل ثقل المسؤولية التي ألقيتموها على عاتقنا، نحن نعلم أننا نمر بلحظة تاريخية ونريد تثبيت شرعيتنا كجماهير عربية فلسطينية”.
ونشطت عايدة توما في جمعيات نسوية عدة، وعملت لسنوات طويلة دفاعاً عن قضايا المرأة، وانتخبت منذ عام 2015 عضواً في الكنيست.
وقالت لفرانس برس “وجود أربع عربيات قفزة جدية في التمثيل، خصوصاً أن النساء الأربع من كافة الاطياف هن قادرات وجديات لتمثيل كل المجتمع، وهذا سيعطي دفعة لدعم النساء اللواتي اعطوا زخما في المعركة الانتخابية، ودفعة اضافية لخروجهن للعمل السياسي وليس فقط النضال الاجتماعي”.
وسيؤدي أعضاء الكنيست الجديدة اليمين الدستورية الاثنين القادم.
وفي مبنى البرلمان في القدس الغربية كانت سندس صالح (34 عاماً) وتعد أصغر عضو كنيست، في اجتماع مع أعضاء حزبها، الحركة العربية للتغيير، الذي يراسه أحمد الطيبي.
خاضت سندس الانتخابت الثلاثة التي جرت خلال العام ونجحت بالدخول الى الكنيست في انتخابات آذار الجاري، وقالت: “هناك خلافات بين الاحزاب، لكن نحن في القائمة المشتركة كأربع نساء نتحد ونتفق ضمن مساحة واسعة، ونختلف ضمن مساحات صغيرة”.
واوضحت” انا كأم وكمعلمة أقلق من تجاوزات انتشار السلاح والعنف، إضافة الى قضايا أخرى وأرى ان دوري مهم بوجودي في الكنيست كمنبر للنضال السياسي. سنطرح قضايانا بقوة”.
سندس صالح أم لثلاثة أطفال من قرية المشهد، قضاء الناصرة. أنهت دراسة البكالوريوس في موضوع البيولوجيا والماجستير في موضوع العلوم والتكنولوجيا، في معهد التخنيون في حيفا.
أما عضوة الكنيست هبة يزبك من مدينة الناصرة، وعضو اللجنة المركزية لحزب التجمع الديموقراطي، فنجحت مرة أخرى بدخول الكنيست مع القائمة المشتركة بعد ان منعتها لجنة الانتخابات المركزية من خوض الانتخابات لاتهامها بدعم “الإرهاب” على فيسبوك، الا ان المحكمة العليا وافقت على ترشحها الشهر الماضي.
وتقول يزبك نحن “عازمون على ترجمة القوة الانتخابية الكبيرة إلى مواقف سياسية تعزز من مكانتنا كعرب في هذه البلاد ومواجهة اليمين وأجنداته”.