ثقافةغير مصنف

“القطان” تعلن أسماء الفائزين في مسابقة الكاتب الشاب للعام 2019

أمير حمد يقتنص جائزة القصة القصيرة ويتناصف في الشعر مع تغريد عبد العال .. والرواية لـموفق أبو حمدية

أعلنت مؤسسة عبد المحسن القطان، أمس، أسماء الفائزين في مسابقة الكاتب الشاب في حقول الشعر والرواية والقصة القصيرة للعام 2019.

وفاز بجائزة الشعر مناصفة كل من تغريد عبد العال (طرابلس – لبنان) عن مجموعتها “العشب بين طريقين”؛ وأمير عمر حسن حمد من القدس عن مجموعته “بحثت عن مفاتيحهم في الأقفال”، كما فاز حمد، أيضاً، بجائزة القصة القصيرة عن مجموعته “جيجي وأرنب علي”، فيما فاز بجائزة الرواية موفق أبو حمدية من الخليل عن روايته “حصرم مر”.

جائزة الشعر
وكانت لجنة تحكيم جائزة الشعر التي تكونت من الكاتب والشاعر زكريا محمد، والشاعر قصي اللبدي، والشاعرة داليا طه، نظرت في 32 مجموعة شعرية تقدم بها كتاب وكاتبات شباب فلسطينيون من أنحاء مختلفة من فلسطين التاريخية والشتات.

وأوضحت اللجنة في بيانها أن مجموعة تغريد عبد العال “العشب بين طريقين” “تقدم تجربة شعرية ناضجة، بلغة تتسم بالسلاسة والعمق، وصور رقيقة وذكية ببساطة وتقشف، ودون ثرثرة أو زيادات، ولا يزال بوسع الشاعرة الصعود بقصيدتها إلى مديات أعلى”.

وأضافت: “إنه ديوان جميل ومدهش بهدوئه ورهافته ويصور بطاقة شعرية هائلة فيزياء اللحظات الخاطفة. تقدم لنا الشاعرة عالما غنيا بالتفاصيل وبكل ما يحصل في أكثر اللحظات سكوناً. هناك قصائد رائعة تتحدث بخفة وبساطة مدهشة عن أعماق إنسانية معقدة، وعن التغيرات والتحولات من خلال تأمل الطبيعة، حيث تملك الشاعرة لغة واعدة جداً، وتخلق علاقة مثيرة مع العالم الطبيعي: مع السماء والعشب والزهرة والصوت والهواء … العالم في مجموعتها الشعرية هذه واسع وغامض وجميل، وهي شاعرة متميزة قادرة على مواجهة العالم وثقله بخفة مرعبة، والتقاطات شعرية حاسمة، ولغة مبتكرة في قصائد متأملة ومقتضبة، تحاول أن تمعن وتسمي كل ما هو لا ملموس، علماً أن بعض القصائد تحمل رومانسية مفرطة”.

أما مجموعة “بحثت عن مفاتيحهم في الأقفال” لأمير عمر حسن حمد، فقد قالت اللجنة، إنها “عالم شعري خاص، مميز، ومختلف لشاعر شاب يسيطر على عالمه هذا؛ عالم الماضي والجدات والأمهات والبحر والحب، بيسر وقوة، ويستخرج منه ما يريد من دون أن يعطيك إحساساً بالإجهاد. قد تصيبه لحظات من الجفاف النثري، لكنه سرعان ما يعود إلى التوهج. ليست هناك ثرثرة زائدة عن الحد، وليست هناك مبالغات عاطفية، بل هناك اعتدال ما يوصل إلى الهدوء والراحة. اللغة سليمة، مقتصدة، ومتماسكة ومبشرة عموماً، وتنبثق حارة من التجربة. وباختصار، هذه المجموعة تجربة مميزة”.

ونوهت لجنة التحكيم بالمجموعة الشعرية “حكاية الناطور التائه” لـكامل محمد كامل ياسين (من عصيرة الشمالية – نابلس).

وأشادت مع توصية بالنشر بـمجموعة “عن كل ما هو خافت وبعيد” لـعلاء مأمون عودة (طرطوس – سورية).

ومجموعة “بيت بيوت” لـهبة بعيرات (نيوجرسي – الولايات المتحدة)، ومجموعة ثقب في صور العائلة لأحمد أبو عواد (غزة).

جائزة الرواية
تكونت لجنة تحكيم جائزة الرواية من الكاتب والناقد أحمد المديني (المغرب – فرنسا)، والروائية والقاصة منصورة عز الدين (مصر)، والروائي والقاص علاء حليحل، والكاتب والشاعر زكريا محمد (فلسطين).

ونظرت اللجنة في 27 مخطوطة روائية تقدم بها كتاب وكاتبات شباب فلسطينيون من أنحاء مختلفة من فلسطين التاريخية والشتات.

وعن الرواية الفائزة بالجائزة الأولى “حصرم مر” لـموفق أبو حمدية، ذكرت اللجنة أنها “رواية ناضجة فنياً إلى حدّ بعيد، يجيد الكاتب/ة السرد بطريقة مشوقة، كما يمتلك ثقافة ومعرفة كبيرة بموضوعه. العلاقات بين الشخصيات مقدمة بمهارة ورهافة، وتشف عن معرفة جيدة بالتاريخ، وبالأدب العبري وحقائق الصراع من خلال لغة جيدة، وسرد وبناء محكمين، وإن نزعت أحياناً نحو المباشرة في الحوارات وتعقيبات الكاتب/ة”.

وأضافت: “تندرج هذه الرواية في تيار روائيّ بدأ يتبلور في الرواية العربية يحكي حياة اليهود في البلدان العربية، ومعيشهم من كل النواحي، ونوع الانفصام الذي باتوا يعيشونه بين ثقافتين ووضعين، وهو في العمق يرسم وضعية اجتثاث وقعوا فيه بفعل الدعاية الصهيونية، وبالمقابل تسبب في اجتثاث الفلسطيني من أرضه. هذا وجه مهم في رصد الموضوع الفلسطيني وتاريخيته، وهو منسوج هنا بذكاء وتزاوج بين السرد الروائي والعرض العام، ذي الطابع التسجيليّ، بلغة تقريريّة ومقتصدة في آن، وتتخللها بعض الحوارات تضفي الحيوية والانسياب”.

كما نوهت اللجنة بالمخطوطة الروائية: “البث” لـفخري طه من سردا، رام الله، والمخطوطة “ملك طريق الجديدة” لـسارة أبو غزال من بيروت.

وقررت اللجنة الإشادة بالمشاركات الروائية التالية مع توصية بنشرها مشروطة بنجاح كتابها في تطويرها، وتمتينها بناء على ملاحظات أعضاء اللجنة: “الأولاد من هناك” لـهناء أسامة سلمان أحمد، (غزة)؛ “طيور يناير” لـأمنية أبو سويرح (غزة)؛ “عندما يبكي الحنون” لـمصطفى أكرم مصطفى بدر (بتير، بيت لحم).

جائزة القصة القصيرة
نظرت لجنة تحكيم جائزة القصة القصيرة التي تكونت من الكاتب والناقد أحمد المديني (المغرب/فرنسا)، والروائية والقاصة منصورة عز الدين (مصر)، والروائي والقاص علاء حليحل (فلسطين)، في 26 مجموعة قصصيّة، تقدم بها كتاب وكاتبات شباب فلسطينيون من أنحاء مختلفة من فلسطين التاريخية والشتات.

وذكرت لجنة التحكيم أن مجموعة “جيجي وأرنب علي” لأمير عمر حسن حمد “اجتمعت فيها خصائص فنية وسمات حذق، وامتلاك جيّد لأدوات التعبير والبناء القصصيْين، والتقاط بفهم ذكي لما يصلح مادّة للقَصّ القصير، إضافة إلى ما اجتهد كاتبها في اقتراحه طريقته الخاصّة ومنظوره لمقاربة هذه المادّة وصياغتها. إنّ هذه المجموعة – وهي ثمرةُ قلم ناشئٍ – لتُنبئ وتبشّر بوعد كبير في حقلها”.

وأضافت: “إنّ أوّل ما يلفت نظر القارئ، ويمثل عنصر جاذبية في هذا العمل بقصصه المختلفة، أنه يسرد حكاياته، ويقدّم شخوصَه، ويرصد بيئتَه وقضاياه من بؤرة الطفولة وببوصلتها، فيبدو كلُّ شيء بكراً، وطازجاً، وبسيطاً وشعريّاً ومَبعثَ إثارة وفضول. فحين يتقمّص كاتبٌ روحَ الطفولة وجوارحَها وبراءاتِها، باكتشافاتها وهفواتها، فإنه يدفعنا إلى أفق المغامرة والتوقّع، فيشدّ البصرَ للمرئيات والنفسَ للإحساس، وما يتولد من مجهود نراه يتكوّن أمامنا بالتدريج، بالوصف المحدد والتخمين المسنود والتوالد الناجم عنهما للصُّور والفكرة راسمة أو مرسومة في موقف دالٍّ وكلمات مُعبّرة تبهر بدقتها، وبسريان الغرابة طابعاً على أكثر من قصة في المجموعة، وهو ما ينسجم مع عوالم الطفولة وروحها التي لم تعتد بعد على منطق الواقع، وما زال العقل لم يستتبّ فيها ويُخضعها ويقنّنَ تفكيرَها وسلوكها”.

وبينت اللجنة أن “كاتب هذه المجموعة يعتمد الوصف أداةً أولى؛ إمّا لرسم الشخصيّة أو لوحات البيئة، وإما توليد الإحساس، وهي مهارة مطلوبة في فنّ القصّ عندما يتضافر عنصرا السرد والتشخيص، ويوظَّفان لبناء القصة ونقل محكيّها وتوصيل خطابها وضمنه مرماها ومعناها. لغتُها مشرقة، ميَسّرة، تدل على ما تذهب إليه وتريده بلا طنين ودون أصباغ. تنسجم فيها خاصية البساطة مع وصف أجواء الطفولة، وتصبح كثيفة وبليغة إذا انتقلت لما هو أعقد”.

وأضافت: “إنها، ببساطة، مجموعة قصصية متميزة وناضجة وتنبئ عن موهبة لافتة ننتظر منها الكثير مستقبلاً، حيث لا تخفق أيّ قصة في إثارة الدهشة وقدرة الكاتب على تنوع عوالمه وتعددها، وقدرته على تشكيل هذه العوالم المتنوّعة بالمهارة نفسها، كاشفة عن كتابة ممتازة واستثنائية، وأسلوب خاصّ ومتفرّد يحوي السخرية اللاذعة، وذكاء الالتقاط، وخفّة السرد في قصص فلسطينية تروي اليوميّ والمنسيّ في التفاصيل الصغيرة للحياة تحت الاحتلال، وفي ظلّه”.

كما نوهت اللجنة بكل من المجموعة القصصية “قتلت في مثل هذا الوقت” لـشروق محمد دغمش (غزّة)؛ و”يا للحظ السعيد يا مدام باربارة” لـهبة بعيرات (نيوجرسي – الولايات المتحدة).

وقرّرت اللجنة كذلك الإشادة بـالمجموعتين القصصيّتين التاليتيْن مع توصية بنشرهما: “أربعون أنا ونصف بصلة” لعلاء محمود عودة (طرطوس – سورية)، و”اختفاء شجرة باباروتي”، لعامر نعيم المصري (خان يونس – قطاع غزة).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى