اجمع مهتمون بمؤشرات العنف الممارس ضد النساء والاطفال والنوع الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني على ضرورة تعزيز مبادرات الصحفيين الفلسطينيين وتعميق تجاربهم في مجال الحد من العنف المبني على النوع الاجتماعي في فلسطين، انطلاقا من دورهم التوعوي والرقابي.
جاء ذلك خلال منتدى الصحفيين الفلسطينيين الذي نظمه اليوم منتدى شارك الشبابي وصندوق الامم المتحدة للسكان في قاعة مطعم لازورد برام الله، واستعرض فيه تجارب الصحفيين في مناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي وذلك ضمن مشروع تمكين وحماية الشباب من خلال تدخلات النوع الاجتماعي في القدس الممول من الحكومة البلجيكية، بمشاركة نقيب الصحفيين ناصر ابو بكر، مدير الارشاد التربوي في وزارة التربية والتعليم د. محمد الحواش، ونائب ممثل صندوق الامم المتحدة للسكان في فلسطين زياد يعيش، ممثلة الاحصاء المركزي الباحثة د. هديل قزاز، ورئيس مجلس ادارة منتدى شارك الشبابي رتيبة ابو غوش، ومديره التنفيذي بدر زماعرة ومدير العمليات في المنتدي عادل سباعنة، بحضور صحفيين وصحفيات من مختلف وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية.
واطلق منتدى شارك مجموعة تدخلات تتمثل في مفكرة “مجد للذكور والاناث” لتعريف الاطفال بانواع العنف والتنمر، وانتاج سلسلة فيديوهات تربوية هادفة في غزة والضفة، وقريبا سيتم اطلاق حملة الامن الالكتروني الرقمي اضافة الى حملة محاربة الزواج المبكر.
حيث قال يعيش:”نعمل في الصندوق على تطبيق وترجمة استراتيجية الثلاثة أصفار عالميا بمن فيها دولة فلسطين وهي: صفر عنف نوع اجتماعي، وصفر تلبية الاحتياجات غير الملباة فيما يخص وسائل تنظيم الاسرة، وصفر نسبة وفيات الامهات عند الولادة”.
واضاف:”نعمل على اربعة محاور في دورتنا البرامجية الممتدة من 2018 – 2022، تتمثل في الصحة والحقوق الانجابية، محاربة العنف المبني على النوع الاجتماعي وقضايا “الجندر” وقضايا الشباب، اما المحور الرابع فيتعلق باحصائيات ودراسات السكان والتنمية”.
وتابع يعيش:” بمناسبة مرور 50 عام على صندوق الامم المتحدة للسكان تم عقد قمة في نيروبي/كينيا الشهر الماضي بمشاركة 150 دولة بما فيها دولة فلسطين التي التزمت بعدة التزامات وطنية ستعمل عاى تحقيقها بحلول عام 2030، وهي اجندة التنمية المستدامة ومن ضمنها تقوية الشباب وادخال التربية الجنسية في المناهج الفلسطينية بالاضافة الى محاربة العنف المبني على النوع الاجتماعي”.
بدوره اكد ابو بكر، على اهمية مبادرة “شارك” والصندوق المتعلقة بحماية الشباب وقال:”نحتاج الى منظومة اعلامية لتخفيف العنف ضد المرأة والاطفال حيث يستوجب تشخيصها، والعمل على التشبيك في تنفيذ وترجمة المبادرات والمنزومة .
فيما قال د. الحواش:”قضية العنف المبني على النوع الاجتماعي او الممارس ضد الاطفال مؤرقة للغاية ونتبنى سياسة الحد من العنف داخل وخارج المدرسة والبيت، الامر الذي استوجب توقيع اتفاقية التشبيك الوطني مع جميع الوزارات ذات العلاقة للتدخل العاجل والفوري عند الابلاغ عن اي حالة عنف وتحويلها الى شبكة التشبيك الوطنية للتصرف بشأنها”.
بدورها اكدت ابو غوش، وجود العنف في المجتمع حيث بينت الدراسات الاخيرة انه ما زال في مستويات عالية وان بدت مؤشراته بالانخفاض، والاكثر خطورة كانت ان الشباب الاصغر سنا هم الاكثر ميلا للعنف واللامساواة من الاكبر سنا في المجتمع.
وقالت: هذه المؤشرات تضعنا امام مسؤوليات حقيقة لانشاء هذا الجيل من الشباب، لذا عملنا مع مدارس الذكور في الضفة وانتقلنا بهذا المشروع لتحدي اكبر بالعمل مع 16 مدرسة في داخل القدس بعدد من التدخلات لها علاقة بالرياضة واستخدامها في تعزيز المساواة بين الجنسين والحد من العنف المبني على النوع الاجتماعي، والوعي الالكتروني والعنف في العالم الرقمي والافتراضي، ومواضيع اخرى ذات علاقة بصحة المراهقة وذلك بالاعتماد على ابداعات الطلاب الشباب ومبادراتهم لمعالجة قضية موجودة في مجتمعاتهم، وهي نوع من تكييف المهارات والمعارف المكتسبة من خلال اللقاءات المختلفة، وصولا الى قيم مبنية على حقوق الانسان”.
بينما استعرضت د. قزاز بعض الارقام الخاصة بمسح العنف القائم على النوع الاجتماعي، مستهدفة في ذلك الصحفيين والصحفيات لكونهم صناع الرأي المبني على الادلة والاثباتات ، وامكانياتهم وقدراتهم في الافصاح للناس عن العنف الذي تتعرض له كافة الفئات والشرائح الاجتماعية وبخاصة النساء والاطفال لخلق حالة من الثقافة والتوعية المناهضة لكافة اشكال العنف.
في حين طرح سباعنة مجموعة تدخلات بآليات وأدوات جديدة للحد من العنف المبني على النوع الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني والتي سيتم المباشرة بترجمتها وتنفيذها ابتداء من السنة الجديد الجديدة بالتعاون مع صندوق الامم المتحدة للسكان ووزارة التربية والتعليم من خلال الوصول لطلبة المدارس والعمل معهم على انشطة ذات علاقة للحد من العنف.
واشار سباعنة، الى ان هذه التدخلات تتمثل في مفكرة “مجد للذكور والاناث” لتعريف الاطفال بانواع العنف والتنمر، وتستهدف الاطفال من كلا الجنسين، كما تم العمل على انتاج سلسلة فيديوهات تربوية هادفة في غزة والضفة، وقريبا سيتم اطلاق حملة الامن الالكتروني الرقمي اضافة الى حملة اخرى ضد الزواج المبكر.
من جهته قال زماعرة:”في غاية الاهمية طرح تدخلات في الشارع الفلسطيني بادوات واساليب جديدة، في محاولة منا لترجمة الكثير من القضايا التي نركز عليها في تدخلاتنا العملية من خلال الصحفيين ووسائل الاعلام المختلفة الذين نعتبرهم من اشد المناصرين لمنتدى شارك الشبابي والقضايا التي طرحها عبر 20 عام من مسيرته، لا سيما ان الكثير من المواضيع والعناوين ما كان يمكن ان تأخذ صدى وتحقق نتائج لولا جهد الصحفيين مع المنتدى في طرح ومعالجة قضايا وهموم الناس”.