طالبة في “القدس المفتوحة” تتكئ على موهبتها لمساعدتها في توفير مصاريف الحياة
أيام عصام اسماعيل صرصور (20) عاماً طالبة سنة رابعة في جامعة القدس المفتوحة -فرع رام الله والبيرة تخصص خدمة اجتماعية(أخصائية اجتماعية)، موهبة أثبتت نفسها في الكثير من المناسبات، لتصبح هذه الشابة مرجعاً للعديد من المؤسسات والأفراد الراغبين في رسم بعض اللوحات.
لقد استعانت الكثير من المؤسسات بأيام لعمل “ميك أب سينمائي” بل إن العديد منها لجأ اليها في الحفلات للقيام برسوم معينة، إذ تتميز لوحات أيام بأنها ترسم بعدة مواد إما الفحم او الحناء أو الرصاص، وكذلك ألوان زيت، وألوان اكريلك، وميك اب سينمائي، وألوان باستل طبشيري.
نشأت أيام في أسرة فلسطينية بسيطة ومكافحة تتكون من (8) أفراد فهي واحدة من خمسة شقيقات وشقيق بالإضافة إلى الأم والأب الذي يكافح عاملاً على شاحنة لنقل الدجاج.ترعرعت في أسرة يحب أفرادها بعضها، وبدأت بالاعتماد على نفسها لتنهي مرحلة التعليم المدرسي من عدة مدارس في مدينتي رام الله والبيرة وهي: “البيرة الأساسية” و”فلسطين الغد” و”الاسبانية”.
تؤكد أيام أن التعليم المدرسي ليس مقياساً لصقل المواهب إذ أنها اكتشفت أن لديها موهبة في الرسم خلال سنتها الأولى في الجامعة إذ بدأت تمارس الخرطشات على الورق في وقت فراغها لتكتشف لاحقاً بأن لديها ميولاً في الرسم، مشيرة إلى أنها سجلت في دورة في الرسم مع الخبير اسماعيل علي الذي عمل على تنمية موهبتها.
وتضيف” الموهبة أحيانا تتفجر عن طريق الصدفة وأنا في السنة الجامعية الأولى شعرت بفراغ وبدأت أرسم كتيراً في الدار”، قبل أن تقوم لاحقاً بمتابعتها وتنمتها.
بدأت أيام تشق طريقها في الرسم لتلتحق بعدد من الفرق الفنية منها Off stage kids band والفرقة القومية للفنون الشعبية والموسيقات العسكرية، وأخذت تتقاضى بعض المكافآت البسيطة لمشاركتها في بعض العروض التي يتخللها رسم على وجوه الأطفال.
تقول أيام” نحن هنا لا نتحدث عن عمل دائم، ولا عن مكافآت كبيرة، لكنها مبالغ بسيطة نتيجة مشاركتنا في هذه العروض، وهي بطبيعة الحال تساعدني على توفير جزء من مصاريف التعليم والحياة”.
كما تنفذ أيام بعض الطلبيات الشخصية مثل رسومات للوجوه، والرسم على الحيطان، والرسم على الميداليات، وتمكنت من تنظيم ستة معارض لها في رام الله وعمان.
وكانت أيام أقامت معرضاً مميزاً في فرع رام الله والبيرة بمناسبة ذكرى استشهاد الرئيس ياسر عرفات تتضمن العديد من اللوحات الخاصة بالرئيس الراحل، إذ نالت هذه الرسوم على اعجاب الطلبة الذين زاروا أروقة المعرض وأطلعوا على مقتنياته.
ومن بين أهم المعارض التي شاركت فيها هو معرض “فريق بلاك” الذي أقيم في العاصمة الأردنية عمان ودخل موسوعة غينيس كونه شارك فيه ألف رسام وألفان لوحه ما جعله أكبر معرض بالعالم ضم رسامين كثر من الوطن العربي.
وحصلت أيام على عدة شهادات متخصصة نتيجة مشاركتها في معارض فنية متخصصة منها “خطوات دافئة”، و”أبيض وأسود”، و”فريق بلاك”.
وتقول عن تخصصها “تخصص الخدمة الاجتماعية مهم للغاية، فهو يحتوي على مواد تتعلق بكيفية التعامل مع الفرد والعمل على حل مشاكله، وهذا من أصعب المهام”.
وحول التشابه بين تخصصها وموهبتها تقول ” تخصص الخدمة الاجتماعية يتشابك بشكل كبير مع موهبة الرسم، فهو يساعدك على فهم طبيعة الأفراد وخاصة الأطفال من خلال الرسم، ولهذا نساعدهم لرسم البسمة على وجوههم وشفاههم”.
تتطلع أيام حالياً إلى إنهاء دراستها من جامعة القدس المفتوحة التي تؤكد أن طبيعة التعليم فيها تتيح للطالب مساحة من التألق والإبداع، وتحلم بتأسيس معهد لتعليم الرسم وتنمية الذات وبث الطاقة الحيوية في الأفراد.