أميرة عياش.. عزيمة أمٍّ تتحدى الشلل
أميرة عياش 30 عاماً سيدة فلسطينية تعيش في قطاع غزة المحاصر، تحدت الشلل لتعود لطفليها وعملها على الأقدام بعد أن داهمها شلل مفاجئ.
بعد رحلة علاج مكثفة في مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية في قطاع غزة، شريط ذكريات أميرة عاد ليسرد لنا حكاية الإرادة فقالت: ” بعد ولادتي الأخيرة بطفلي زياد في يونيو الماضي ظهرت لدي أعراض ألم بالقدمين وبدأ يشتد الألم وعندما ذهبت للطبيب وأخبرني أنه من آثار الولادة الأخيرة”، لافتة الى أنها أم لطفلين ريهام عامان وزياد 5 أشهر.
وتضيف أميرة التي كانت تعمل موظفة علاقات عامة “أصبحت لا أستطيع السير على أقدامي وأشعر بزغللة بالعيون وتوجهت للمستشفى، وبعد صورة رنين للدماغ تم تشخيص الحالة على أنها التهاب بالنخاع الشوكي بما يسمي “آدم”.
وعلى إثر ذلك، بدأت أميرة رحلة علاجها في مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية وتم تشخيص حالتها بمتلازمة آدم وتم ادخالها العناية المكثفة للعلاج.
“بدأت علاجي بمستشفى حمد ولم يكن لدي أي إحساس بالجزء السفلي من الجسد حينها اقترح الأطباء اجراء غسيل بلازما في الخليل، وبعدما عدت لغزة بدأت أشعر قليلاً بأطرافي السفلية، ومن ثم تابعت التأهيل والعلاج المكثف والطبيعي، وبدأ التحسن التدريجي يطرأ على أطرافي”، كما عبرت لنا أميرة .
وأضافت تصف بهجة شفائها “انتقلت من السرير للكرسي المتحرك وبعدها عبر الووكر “أداة مساعدة” والآن أسير على أقدامي بعد شهرين من رحلة العلاج”.
وتابعت، “قضيت 60 يوما في مستشفى حمد شعرت كأنني في بيتي، الاهتمام بحالتي الصحية والنفسية كبير جداً، كما ساعدتني الطواقم الطبية على تجاوز المحنة وكسر حاجز الخوف والشلل وعدت للحياة من جديد”، مشيرة الى أنه تم تهيئة منزلها ليلائم حالتها الصحية.
بينما قدمت وافر شكرها لمستشفى حمد معبرة أنه من أكفأ وأفضل المستشفيات ويمتلك أمهر الأطباء والطواقم الطبية المختلفة.
وذكرت الطبيبة ريهام أبو الحصين بأن هذه الحالة من الحالات النادرة والصعبة التي تم استكمال تشخيصها وعلاجها بمستشفى حمد، مشيرة الى أن أنه افتتح في شهر ابريل 2019 الماضي، ويقدم خدمة علاجية وفق المعايير العالمية بتمويل من “صندوق قطر للتنمية “.
وأشارت الطبيبة أبو الحصين المشرفة على حالة أميرة إلى أنه منذ وصول المريضة إلى قسم التأهيل في مستشف حمد تم تشخيصها على أنها التهاب في الدماغ الشوكي والذي نتج عنه شلل في الأطراف السفلية.
وقالت” تم عمل غسيل البلازما للمريضة أميرة ومن ثم بدأت جلسات التأهيل في البحث عن أي قوة عضلية للبدء في العلاج الطبيعي والوظيفي لتنمية الإحساس لديها.
ولفتت إلى أن الطاقم الطبي المشرف على حالة المريضة كان يجتمع اسبوعياً لتقيم حالة أميرة، من الطب التأهيلي، والطبيب العام المعالج، والعلاج الطبيعي والوظيفي وقسم النطق والبلع، والتمريض، وأخصائية التغذية التي ساعدت بنزول وزنها، وقسم العلاج النفسي الذي يدعم المريض نفسياً وقسم التمريض الذي قدم لها كل الدعم.
وأضافت “بعد شهرين من جلسات العلاج مع المريضة أميرة أصبحت تسير على قدميها دون أي مساعدة وتتحكم بكافة وظائفها الحيوية”.
وأشارت الطبيبة إلى أن المريضة أميرة كانت تمتلك إرادة قوية، جعلتها تتخطى الشلل، إضافة إلى جهود كافة أقسام المستشفى الذي كان هدفهم عودة أميرة إلى حياتها الطبيعية.