عمل مهندسو برمجة في غزة على تطوير تطبيق الكتروني يتيح الجمع بين الزبائن من جهة والمطاعم والأسر المنتجة من جهة أخرى.
ويشكل ذلك وسيلة لخلق فرص عمل ذاتية. من شأنها توفير عائد مالي ثابت هرباً من واقع المعدلات القياسية للبطالة في قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ منتصف عام 2007.
وبادر المهندس عبد الله جرغون، من سكان مدينة خانيونس في جنوب قطاع غزة، إلى تصميم تطبيق “حكاية” الالكتروني وتم تثبيته على منصة الأندوريد في الوقت الحالي، للربط بين أسر منتجة والمطاعم بالزبائن.
ويطلق الزبائن على التطبيق اسم “الأكيلة” كونه يربطهم بالمطاعم بشكل مباشر، مما يسهل عملية “العرض والطلب” بين الطرفين باستخدام التكنولوجيا.
وبدأت الفكرة الأساسية لدى جرغون، وهو مهندس كمبيوتر حاصل على درجة الماجستير في الحوسبة ونظم المعلومات، للمساهمة في التغلب على البطالة المنتشرة بين غالبية فئات المجتمع في غزة منذ ما يزيد عن عقد، من خلال استثمار التطور التكنولوجي وانتشاره بشكل كبير بين الناس.
ويقول جرغون لوكالة أنباء “شينخوا” إن التطبيق وفر فرص عمل رئيسية لحوالي 18 شاباً ما بين مبرمجي ومهندسي كمبيوتر ومحاسبين ومصورين وحملة شهادة العلاقات العامة، مشيراً إلى أن الأمر امتد إلى أسر منتجة عادة ما تعاني لجذب الزبائن.
ويوضح جرغون، بينما كان يتابع عدة طلبيات وصلتهم على تطبيق “حكاية”، أن عملية الربط ما بين الزبائن والأسر المنتجة والمطاعم، لا تستغرق أكثر من 10 دقائق على الأكثر، بحيث ما ان تصلهم إشارة طلبية على التطبيق حتى يتم تحديد مكاني الزبون والمطعم أو الأسرة، الذي اختاره من خلال خاصية الـGPS، ومن ثم تأكيد الطلبية وإرسالها للزبون مباشرة.
ويبرز أن التكنولوجيا “تساهم بشكل كبير في تسهيل حياة الناس، ومن خلالها نستطيع كمبرمجين أن نوفر لأنفسنا العديد من فرص العمل في ظل انعدامها تقريبا في قطاع غزة المحاصر، سواء كان في المؤسسات الحكومية أو حتى الخاصة”.
وساهم التطبيق المذكور في زيادة الدخل لدى أسر منتجة كانت تواجه صعوبات في تسويق منتجاتها بشكل مباشر من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثل (الفيسبوك) والانستغرام وغيرها، بحسب جرغون.
وبحسب القائمين على التطبيق، فإنه يتم اختيار الأسر المنتجة وفق المعايير الأساسية للنظافة والصحة الغذائية، التي أقرتها وزارة الصحة في غزة، ومن ثم يتم إجراء زيارة ميدانية لتلك الأسر من أجل الكشف على المكان والتأكد من مراعاة المعايير الصحية.
وانطلق التطبيق، الذي يعتبر الأول من نوعه في الأراضي الفلسطينية قبل نحو شهر ونصف، وتم إدراج حوالي 120 أسرة منتجة و139 مطعما في غزة عليه، ومن المقرر أن يتم التوسع نحو شمال القطاع وجنوبه خلال الأشهر المقبلة.
ويعاني قطاع غزة، الذي تحاصره إسرائيل منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه، من تدهور اقتصادي أدى إلى معدلات قياسية من البطالة.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن حوالي 69 في المائة من الشباب في قطاع غزة بلا عمل ويعانون من الفقر الشديد.
واستفاد الشاب مؤمن شاهين في مطلع الثلاثينات من عمره، من توفير فرصة عمل جيدة له عبر المساهمة في تطبيق “حكاية” على برنامج الـIOS.
ويقول شاهين لـ “شينخوا” إنه يعمل مع أربعة مبرمجين في إعداد وتصميم تطبيقات الكترونية على التطبيق، مبرزا أهمية تقدم التكنولوجيا في توفير فرص عمل بعضها عن بُعد لأقرانه من الشباب.
ويشير إلى مزايا عديدة يوفرها تطبيق “حكاية”، بينها التغلب على مصاعب توصيل الطلبات بالطريقة التقليدية، عبر تمكين الزبائن من متابعة عملية التوصيل بنظام الـGPS، والذي يظهر للزبون المكان والزمان بشكل واضح.
هذه الطريقة الحديثة والريادية، دفعت مطعم “فخار ونار” المحلي في غزة، للإسراع في الانضمام إلى تطبيق “حكاية”، لما يوفره من زيادة نسبة الزبائن، الذين يمكنهم الوصول إلى المطعم بسهولة.
وتقول غيداء القططي لـ “شينخوا” إن من أسس القائمين على المطعم دعم الشباب ومبادراتهم، ومثل هذا التطبيق سهل علينا الوصول إلى الزبائن بشكل كبير، ويمكننا من تسويق عروضنا بشكل سلس ودون أي تكلف.
وتضيف أن الفائدة في التطبيق متبادلة، خاصة ما يتعلق بتسهيل عملية عرض منتجاتنا، والمساهمة بشكل كبير في توصيلنا إلى أكبر شريحة من الزبائن.
ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لصابرين السلول، وهي أم لخمسة أبناء وتعمل على إنتاج مختلف المأكولات في منزلها، في محاولة منها لمساعدة زوجها المريض في تكاليف الحياة اليومية، بحصولها على عدد أكبر من الزبائن لمنتجاتها الغذائية.
وتقول السلول لـ “شينخوا” بينما كانت تحضر طلبية من “المسخن الفلسطيني”، إن الانتاج المنزلي عادة ما يواجه الكثير من الصعوبات خاصة الوصول إلى الزبائن نظرا لافتقاد مقر لمطعم.
وتضيف أن إدراج منتجاتها عبر تطبيق “حكاية” وفر لها ميزة الوصول بسهولة للزبائن، وبالتالي المزيد من الربح المضمون، مشيرة إلى أن استخدام التكنولوجيا ساهم بشكل كبير في التطور نحو الأفضل في مجال عملها من المنزل على إعداد الطعام للزبائن.
وتشتهر صابرين في صناعة الفطائر والمعجنات، والمسخن الفلسطيني، ومختلف الأنواع من البيتزا والبرجر ومختلف الأكلات العربية والغربية.