الانتخابات هي الخيار الأفضل الذي يعكس ارادة الشعب
كتبت نادين خوري: ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن في كلمته الأخيرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر شهر سبتمبر الماضي عن استعداده لاجراء انتخابات عامة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس. ورغم ما أثير في حينه من شكوك حول جدية هذا الاعلان الا أنه يبدو مع مرور الوقت بمثابة خطوة جادّة فعلا.
ومن خلال أحاديثي مع زملائي في مختلف الأطياف السياسية في غزة والضفة المحتلة يظهر أن خيار الانتخابات يحظى بشبه اجماع وطني حيث ان 8 من الفصائل الرئيسية وبما فيها حماس كانت قد أعلنت دعمها العلني لاجراء الانتخابات.
أما الخلاف الأساسي بين فتح وحماس فينصب على طريقة التنفيذ وتحديدا ما اذا كان من الأجدر خوض الانتخابات بشكل تدريجي أي تشريعية أولا ثم رئاسية وأخيرا للمجلس الوطني أو اجراء انتخابات شاملة بشكل متزامن. ويتبين أيضا من أحاديثي أن هذه القضية تبقى موضع خلاف داخلي في كل فصيل على حدة.
ينتقل رئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر بين الضفة والقطاع سعيا منه الى جسر الهوة بين الطرفين والتوصل الى توافق يفسح المجال أمام اجراء الانتخابات. وبناء على اتصالاتي بمن لهم ضلع في هذه العملية يبدو أن مصر تسعى جاهدة الى مساعدة الأطراف في اجراء الانتخابات بينما تبقى الدول الأوروبية والأمم المتحدة ينظرون الينا ليروا ما اذا كان بامكاننا انجاز هذه الخطوة التي تعكس ارادة الشعب وآماله بشكل ديمقراطي حر.
وكمن يعيش الآن في أوروبا فان الانتخابات هنا تعد قمة الفرح وعيد للديمقراطية لأنها تعطي الفرصة للشعب للتعبير عن أمانيه وتحقيق ما يصبو اليه من تغييرات في البلاد.
انها فعلا لفرصة ذهبية وحدث مميز يشير الى احتمال وقوفنا على عتبة عصر جديد. وكما يقال (الدنيا مبتدمش لحد) لذا لا بد من التحضير والاعداد من الان لتحديات المستقبل واعطاء الفرصة لهذه الخطوة من أجل الجيل القادم في هذا الوطن الحبيب الغالي. ان شعبنا الأصيل يواجه تحديات جمة في ظل الاحتلال وله ارادة مشتركة في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
ومن هذا المنطلق يجب علينا أن نترفع فوق الأنانيات والخلافات الهامشية التي يمكن حلها فيما بعد لكي نثبت للعالم أننا قادرون على اجراء انتخابات نزيها وشريفة. انها فرصة عظيمة لحشد القوى ورص الصفوف تعبيرا عن ارادة الشعب في تحسين أوضاعه المعيشية سواء على الصعيد الأمني أو الاقتصادي.
وأذكّركم أيضا انه تم قبل أسبوع تقريبا احياء ذكرى صفقة (وفاء الأحرار) بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني وهو ما يؤكد من جديد أنه بغض النظر عن هوية الرئيس الذي سيتم انتخابه فان أهم وأكبر مسؤولية تقع على عاتقه تبقى العمل على تحرير الأسرى القابعين في سجون الاحتلال.
أتمنى التوفيق لرئيس لجنة الانتخابات في مساعيه الهادفة لجسر الهوة والتوصل الى حلول وسط وتفاهمات.