اختتام المنتدى الوطني للمناظرات بقيادة الشباب ضمن برنامج “صوت شباب المتوسط”
ضمن مبادرته على مستوى المنطقة، عقد برنامج “صوت شباب المتوسط”، مؤخراً، فعالية المنتدى الوطني للمناظرات بقيادة الشباب، في مدينة أريحا، على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة نحو 60 متناظراً من الشباب وطلبة الجامعات من مختلف المحافظات الفلسطينية.
يمثل المنتدى الوطني للمناظرات ذروة برنامج “صوت شباب المتوسط” في فلسطين، الذي يشارك في تنظيمه مؤسسة آنا ليند و المجلس الثقافي البريطاني وبتمويل من المفوضية الأوروبية (المديرية العامة لدول الجوار ومفاوضات التوسع)، وبتمويلٍ مشتركٍ من حكومة فنلندا، ومجموعة البنك الدولي والمجلس الثقافي البريطاني.
يُذكر أن منتديات المناظرات الوطنية الإقليمية تعقد خلال الفترة الممتدة من أكتوبر إلى نوفمبر 2019، بمشاركة أكثر من 800 من المتناظرين الشباب من دول جنوب البحر المتوسط، من الجزائر، ومصر، والأردن، ولبنان، وليبيا، والمغرب وفلسطين، وتونس.
ورشات تثقيفية…
تضمن المنتدى الوطني للمناظرات في فلسطين فرص بناء القدرات للشباب بتكوين حلقات التبادل الافتراضي، وورشات تثقيفية، وحلقات النقاش بالتعاون مع الشركاء المحليين. كما شارك مسؤولون وشخصيات إعلامية في الورشات التثقيفية، فقد تناولت الدكتورة أمل جادو، وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية موضوع “الدبلوماسية الفلسطينية وكيفية تفعيل دور الشباب لعكس صورة مشرقة عن فلسطين”. كما شارك الإعلامي محمد اللحام بموضوع “توظيف الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لإبراز القضايا والهموم الشبابية في فلسطين”.
دمج الشباب في قضايا الشأن العام…
من جهته، عبر مدير المجلس الثقافي البريطاني في فلسطين، مارتن دلتري عن سعادته لرؤية تطور هذا البرنامج في العديد من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، قائلاً بأننا نرى اليوم كيف تطوّرت مهارات الشباب في الحوار والمناظرة، مشيداً بالشراكة المتينة مع الشركاء المحليين وكون البرنامج أصبح جزءاً من أنشطة المجتمع المدني ومؤسسات التعليم العالي.
وبين دلتري أن رسالة المجلس الثقافي البريطاني العمل على تغيير الحياة إلى الأفضل وتطوير التعليم في فلسطين، ومثل هذه الأنشطة تساهم في تمكين الشباب ودمجهم في قضايا الشأن العام وتطوير مهارات الخطابة والتواصل.
وأضاف أن المناظرة أداة مهمة لتبادل الآراء والمواقف، موضحاً أن هدف البرنامج خلق رؤية عامة ومشتركة للقضايا التي تهم المجتمع المحلي لكيفية التعامل معها مستقبلاً لخلق التأثير وإيجاد الحلول لها.
فرصة للتمكين…
من جهتها، قالت الطالبة آية الشافعي من جامعة خضوري، والمُشاركة في برنامج المناظرات “سعيدة جداً بالتعرف على أشخاص جدد، كانت تجربة رائعة وفرصة لتمكيننا في الحياة”.
وأضافت أن البرنامج طور لديها الوعي بقضايا المجتمع في المجالات المختلفة وتقبل وجهات نظر الآخرين، رغم الاختلاف معها، إلى جانب تطوير العديد من المهارات وإستخدام المنطق في الحوار وطرح الأفكار.
كما عبرت الطالبة نفوز مسودة من جامعة القدس-أبو ديس عن سعادتها بالمشاركة في هذا البرنامج مبينة بأن هدفها التعلم والتدريب على فن المناظرة، كما أن البرنامج طور لديها الكثير من المعارف والمعلومات حول قضايا المجتمع كالشباب والقضايا السياسية والثقافية. كما أسهم البرنامج في اكتساب مهارات جديدة كتنظيم الوقت وتسلسل الأفكار والمعلومات والدقة والعمل بروح الجماعة.
إدماج الشباب في دول المتوسط بقضاياهم
تُعد منتديات المناظرات الوطنية جولات حوار بقيادة الشباب مرتبطة مباشرةً بقضايا وجدول أعمال السياسات الوطنية والإقليمية وأهداف التنمية المستدامة. وبرنامج صوت شباب المتوسط مشروع لتحقيق الهدف الشامل بتمكين الشباب لتعزيز ثقافة الحوار والمساهمة في السياسة العامة وتشكيل الوسائل الإعلامية وخلق فهم مشترك مع الأقران في جميع دول المتوسط حول كيفية مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك لمجتمعاتهم.
تمثل منتديات المناظرات الوطنية مساهمة مركزية لشباب منطقة البحر المتوسط لقيادة جدول أعمال التنمية المستدامة لعام 2030 وتنفيذه. كما انطلقت حملة منتسبة على مستوى المنطقة بعنوان: #YoungMedVoices2030، لتمكين شباب البحر المتوسط في تسريع وتيرة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
مناظرات المنتدى
تتميز كل مناظرة بتقسيم المتحاورين الشباب إلى مجموعات وفرق، تم اختيارهم بعد إجتياز التدريبات المحلية التي إستندت إلى التفكير الناقد لتعزيز مهارات الحوار والمناظرة لديهم. تم تنظيم التدريب في فلسطين من قِبل خمس مراكز ضمت حوالي 400 من الشباب. تتركز كل مناظرة على تقديم كل متناظر لأدلة للتعزيز حججهم لصالح أو ضد المقولات السياسة المرتبطة بهدف محدد من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بدولتهم وواقعهم.
كما ترتبط المقولات بالتعليم، والتكنولوجيا، والبطالة، وسوق العمل والريادة. وعلى نطاق أوسع، ستتصل جميع الحركات بالهدف رقم 17 بشأن “عقد الشراكات لتحقيق الأهداف” وكيفية الشراكة مع الشباب باعتبارهم عوامل محركة ومحفزة لجدول الأعمال للتنمية المستدامة لعام 2030. سيتم تجميع القضايا والحجج وتوصيات السياسة وتقديمها كنتيجة أساسية للمنتديات الوطنية.
يُعد “صوت شباب المتوسط” برنامج المناظرات والحوار الرئيسي الذي يربط بين المجتمع المدني، والتعليم وصناع السياسة في جميع أنحاء منطقة جنوب البحر المتوسط وأوروبا. يقدم البرنامج منصة رائدة لفتح الأبواب أمام الجهات المؤثرة من الشباب لتشكيل السياسة وخطابات وسائل الإعلام.
تتولى مؤسسة آنا ليند تنسيق البرنامج، وشارك في تأسيسه المجلس الثقافي البريطاني، وتم تطويره بالشراكة مع مركز التكامل المتوسطي (CMI)، ومؤسسة أصدقاء أوروبا، ونادي مدريد لتحالف القيادة العالمية، وأكاديمية البحر المتوسط للدراسات الدبلوماسية ومؤسسة سوليا.